وتوضيح ذلك أن هؤلاء الخارجين عن الصحبة هم من عناهم قوله تعالى: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق}[التوبة:101]، وقوله تعالى في المتخلفين: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}[الفتح:15]، وقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}[المنافقون:1]، وقوله تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}[آل عمران:144].
فكيف يصح أن يقال أن كل الصحابة عدول مع هذا يا ترى؟
ولقد أحدث هؤلاء المنافقون ما أحدثوه وكانوا هم السبب في ظهور اختلاف الروايات عما كان عليه رسول الله .
وأعجب من هذا أن الاختلاف كثر حتى تناول ألفاظ الأذان للصلاة فلم يتفق على صفته، وقد كان يؤذن المؤذن على عهد رسول الله جهرا في كل يوم خمس مرات، وهذا الاختلاف وإن لم يكن على شيء من أصوله والحمد لله لكنه يعطي الدليل الواضح في وقوع الاختلاف في الرواية.
لذلك وجب العمل بأمر رسول الله بالعرض على القرآن، روى رزين العبدري في مقدمة جامعه عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال: ((يا معاذ اعرض كل كلام على القرآن ولا تعرض القرآن على شيء من الكلام، واعرض جميع الأخلاق على الإسلام ولا تعرض الإسلام على شيء من الأخلاق)).
وقال العبدري: وقد روي أن رسول الله أمر أن يعرض ما جاء من الحديث على القرآن فما وافق من ذلك قبل وما خالفه ترك، وقد تبين ذلك بحديث آخر، قال : ((وما لرسول الله أن يقول ما يخالف القرآن وبالقرآن هداه الله...))إلخ كلامه.
पृष्ठ 14