وكلهم من رسول الله ملتمس .... غرفا من البحر أو رشفا من الديم وكل من طالع كتب الزيدية ومؤلفاتهم أو راجع علماءهم ومعلوماتهم، وجد صراحتهم وإنصافهم، ووجد أن الحق في جانبهم، ووجد أنهم مقتنعون بالحق ومعتنقون له، وأنهم من أخص الناس بالحق، وأنهم رضوا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما وهاديا، يحلون حلاله ويحرمون حرامه.
وهم في اجتهداتهم غير منكرين في الفروع على أحد، ولا مكترثين لمخالفة من ذهب إلى خلاف مذهبهم من أتباع الأئمة الأربعة؛ لأنهم يعتبرون كل مجتهد مصيب في العمل بما أدى إليه اجتهاده في المسائل العملية الفرعية الظنية، ولا تكفير ولا تفسيق عندهم إلا بدليل قاطع.
مع العلم أن للزيدية آراءهم المخالفة لما عليه الشيعة الإمامية في كثير من مسائل الإمامة والمواريث وعقود الأنكحة، وفي بعض شرائط الوضوء والصلاة والحج والزكاة وغير ذلك مما يوافقون فيه آراء غيرهم من أهل السنة.
هذا هو شأنهم ومنهجهم في أصول الفقه.
पृष्ठ 10