فلما وصلوا إلى المنزل، دخل الأمير وأولاده والباشا غرفة الاستقبال المفروشة بالسجاد والوسائد والمقاعد فجلسوا، وكان غريب في غرفته، وبجانبه سليمان يلاطفه ويعتني به، وقد فعل ذلك تسترا من وجه إبراهيم باشا.
حول مذبحة المماليك
أما الحديث بين إبراهيم باشا والأمير بشير، فقد دار بينهما على الوجه الآتي:
إبراهيم باشا :
كيف وجدت مصر أيها الأمير؟
الأمير :
في غاية ما يكون من الخصب، وقد وجدت أن تربتها تختلف عن تربة بلادنا كثيرا. نعم، إني قدمت إلى القطر المصري مرة قبل هذه، غير أني لم أتجاوز الإسكندرية حينئذ، ولم أر شيئا من خصب هذا البر السعيد، وقد علمت أيضا أن الفضل يرجع إلى والدكم في حفظ الأمن وسعادة الأمة.
الباشا :
لو تعلم أيها الأمير الحال التي كان عليها هذا القطر، قبل أوائل هذا القرن - أي في أيام الأمراء المماليك - لكنت تتعجب من التغيير العجيب الذي طرأ عليه، فقد كانت الأرواح والأموال إذ ذاك لمن كان أقوى بطشا، ولا بد أنك كنت تطلع على أخبارهم في أواخر القرن الماضي، فأين تلك الحال مما هي عليه الآن؟
الأمير :
अज्ञात पृष्ठ