فرأت سيدة أن المناسب تغيير موضوع الحديث؛ لئلا ينزعج فؤاد بالجدال على غير فائدة، فقالت له: البس ثيابك لمقابلة السيدة سعدى، فقد وعدتها بالزيارة في هذا اليوم.
قال: أرجوك أن تعافيني من زيارتها، وتتركي ذكر زواجي بها.
قالت: وعدتها ولا يمكنني الخلف في وعدي.
قال: ما أمنعك عن زيارتها، لكن بالنسبة لي فإني لم أعد بشيء فأرتبط به.
قالت: أهذا كلام يسمع يا قليل الوفا والعقل؟!
قال: تسمعين الملامة بغير الحق، سامحك الله، ثم إن هماما هم في الخروج فأمسكه فؤاد، وقال له: أرجوك يا خالي أن تنصت إلى حديثي، فما أطيل عليك الشرح، قل ما السبب في اهتمامك الكثير بزواجي بسعدى؟ فقد حدثتني أمس مديدا في هذا الشأن، ومرادي أن أخبرك الآن عن أسباب عدم قبولي.
قال همام: أعرف أسبابك كلها.
قال فؤاد: لم تعرف إلا البعض منها.
قال: أخبرتني عنها في الأمس تفصيلا وإجمالا، وخلاصة حجتك أن الفتاة دميمة الوجه ناقصة العقل، فهل وجدت غير ذلك من العيوب فيها؟
قال: أخبرتك عن العيوب الظاهرة، وفيها عيوب خفية لا تعرفها.
अज्ञात पृष्ठ