فهاج ثائر ليونيل لهذا الكلام وانقض على خصمه انقضاض الصاعقة، ولكنه لم يكد يتم هجمته حتى شعر أن سيفه سقط من يده وسقط هو على الأرض لا يعي.
فقاده جان إشفاقا عليه، ثم أخذ مفتاح الحديقة من جيبه وسار إلى بابها وهو يقول: لقد جاء الآن دور مس ألن فلنر ما يكون. •••
كانت مس ألن قد عادت مع المركيز روجر في طريق النهر، فلما وصلا إلى لندرا أركبها مركبة وفارقها بعد أن واعدها على اللقاء، فعادت إلى منزلها قبل انتصاف الليل بنصف ساعة.
وهناك غيرت ملابسها وتقلدت خنجرا صغيرا كانت الهندية أهدته إليها، فكانت تتقلده دائما بعد أن شهرت حربها على جان.
ثم نزلت إلى الحديقة لتجتمع بليونيل فيها حسب عادتها في كل ليلة، فسارت بين الأشجار حتى انتهت إلى مغارة في وسط الحديقة يوجد تحتها دهليز خفي.
وحكاية هذه المغارة أن القصر الذي كان يقيم فيه السير روبرت كان قديما يتصل بعهد كرمويل والثورة الإنجليزية، وهو في ذلك العهد للورد شافستبوري من المتشيعين للملك، فبنى هذه المغارة وبنى تحتها الدهليز، فكان يخفي فيه الأسلحة والأوراق ويختبئ هو فيه أحيانا حين تشتد به المخاوف.
وكان يفصل بين المغارة والدهليز حجر كبير كان له شبه باب، فلما مرت ألن بهذه المغارة قالت في نفسها: إني سأسجن سينتيا في هذا الدهليز؛ فأكون آمنة عليها فيه.
ثم تجاوزت المغارة وسارت إلى حيث كانت تلتقي بليونيل، فلم تكد تجلس على كرسي هناك حتى رأت رجلا يدنو منها، فقالت له بصوت منخفض: أهذا أنت يا ليونيل؟
فدنا منها وقال لها: بل هذا أنا.
فصاحت صيحة ذعر؛ إذ عرفت جان من صوته، وحاولت أن تهرب وتستغيث، ولكن خطر لها خاطر سريع فلبثت في مكانها وقالت له: تعال فإني أنتظرك.
अज्ञात पृष्ठ