قالت: من محلول هذه الحبوب سم يقتل للحال، وهذه السبحة يستطيع صاحبها أن يعبث بها قدر ما يشاء دون أن يصاب بأذى وأما إذا أذاب حبة منها في كأس من الخمر تستحيل إلى سم صاعق، ولكن هذا السم غالي الثمن فإن الحبة الواحدة تساوي خمسة وعشرين جنيها.
قال: إذن أعطيني حبتين.
قالت: لا أستطيع أن أبيعك غير حبة واحدة؛ فإذا احتجت إلى سواها فعد إلي.
فنقدها ما طلبت وأخذ الحبة وانصرف.
فقالت ألن: هو ذا الرجل كان يحسبه الناس من الأموات وقد خرج من بين القبور.
ثم خرجت إلى الهندية فقالت لها: أصغي إلي واعلمي يقينا أنك إذا كنت لا تريدين أن يحكم عليك بالموت في النار فاحذري أن تبيعي أحدا حبة أيضا من هذه السبحة. - حتى هذا الرجل؟ - هو على الأخص. - ولكن ما أصنع إذا توعدني بالشكوى؟ - أنقذك كما أنقذتك من كنز الإله سيوا، واعلمي أن هذا الرجل سيقتل جان دي فرانس قبل أسبوع. - هل أنت واثقة مما تقولين؟ - كل الثقة؛ فإن هذا الرجل جبان، وهو يعلم أن جان يحمي عدوه، فسيقتله قبل ذلك العدو. - إذن سأكون عبدة له. - أنسيت أنك عبدتي؟ - نعم نعم. فمري أطع. - إن هذا الرجل بعد أن يقتل عثمان يعود إليك كي يلتمس سما يقتل به عدوه فتوهمينه أنك ستبيعينه ما أراد وتدخلينه إلى ما وراء هذه الستارة. - لماذا؟ - لأن الصدفة قد تجعله يجلس على هذا المقعد، وفيه إبرة مسمومة تشك جلده، فإذا اتفق ذلك أعطيتك من الذهب قدر ما تكسبين في مدة عشرة أعوام. - ليكن ما تريدين، فسأساعد هذه الصدفة.
أما هذا الرجل، فقد كان السير جيمس ابن أخي اللورد إسبرتهون، ذلك الذي ألقى نفسه من فوق الحصن في أميركا، ثم انقطعت أخباره فتوهم الجميع أنه مات.
وقد عاد إلى لندرا متنكرا، فلم يعلم حقيقة أمره غير خادمه ويلس، وهو الآن يريد شراء السم كي يقتل به ابن عمه المركيز روجر.
فلما عاد إلى منزله فتح العلبة، وقرأ الجملة التي كتبتها ألن فأيقن أن له شريكا يعاونه بالسر، وأنه مصيب بما أوصاه به؛ فإنه لا يستطيع أن يتمكن من ابن عمه إلا بعد أن يتخلص من عثمان.
غير أن كيد ألن لم يقتصر على هذا الحد؛ فإنها بعد أن مهدت للسير جيمس سبيل قتل عثمان، وبعد أن أصابت حبيبته بجرح كاد أن يودي بحياتها؛ كمنت لأخته سينتيا أم المركيز مع فريق من أعوانها فاختطفتها وهي خارجة من منزلها لغرض سوف يظهر. •••
अज्ञात पृष्ठ