فذهب إليه «فانيس» وسلم عليه فسأله «كورش» عن الوزير، وعن أستاذه.
قال: إنهما يدعوان لك بدوام العز وبلوغ المراد. ثم قال: إننا سنتهيأ للسفر إلى بلاد فارس.
قال «كورش»: ولم هذا السفر؟!
قال: ستعلم يا مولاي. ولما سمع «روبير» ذلك انشرح صدره؛ لأنه علم أن «فانيس» سيطلعه على الحقيقة، فيرتاح من عبء اليأس، أما «كورش» فإنه تعجب من ذلك غاية العجب، وتاقت نفسه للاطلاع على الغرض المسبب لهذا السفر، فدخل على «فانيس» - وكان بعد ما قال له هذا اللفظ دخل حجرته، وترك «كورش» مع «روبير» - فدخل عليه «كورش»، وسأله قائلا: لماذا لم تخبرني عن سبب سفرنا إلى بلاد فارس أيها الأستاذ؟!
فنظر إليه متبسما وقال: الآن قد حصحص الحق، وظهر الصبح لذي عينين أيها الملك!
فاندهش «كورش» من هذا اللفظ، ونظر إليه بنظر المرتاب، وقال: أتهزأ بي أيها الأستاذ؟!
قال: لا والذي نفسي بيده لم أقل إلا حقا! وإنك حقيقة ملك إيران، وإن لم تكن اليوم، فستكون غدا.
قال: كيف ذلك؟!
فقص عليه الخبر برمته، وكيف أن أمه، وضعته في منزل «سباكو»، واختفت من ذلك الوقت إلى الآن لم يظهر عنها خبر، وكيف أن جده «أستياج» قتل ابن الوزير، وكيف جرد العساكر على قتال والده «قمبيز» إلى غير ذلك مما حصل، وقد أوغر صدره من جهة «أستياج» بكل ما قدر عليه، ولما سمع «كورش» منه ذلك ثارت في رأسه نخوة الشباب، وشجاعة الملوك، وقال: الآن علمت سبب اعتناء هذا الوزير بي، وخوفه علي من «أستياج»، فوالله لآخذن بثأره، ثم بثأر أمي وأبي.
ثم التفت إلى «روبير»، وقال: قم، واستحضر كل ما يلزم للسفر «فاليوم خمر وغدا أمر».
अज्ञात पृष्ठ