فقالت السيدة بتصميم: ولكن هل أنت متأكد تماما من أن البارون كريستوف لا يكفيه أن يعقد الملك لويس زواجه على ابنته بشرط أن يسقط حقها وحق أولادها منه من الإرث والملك شرعا؟
فهز الكونت رأسه بصبر نافد وهو يقول: لا شيء يكفي كريستوف سوى التاج لابنته، فإذا استوثق من هذا فإنه ... - ماذا؟ - في اليوم الذي يوقع فيه عقد قران الآنسة كريستوف بلويس التاسع عشر ملك فرنسا، فإن البارون كريستوف سيضع بين يديك نصف مليار فرنك. - أواثق من هذا يا فريزن؟
فرد الأوستوري مؤكدا: كما أنا واثق من أني حي يا سيدتي، ورجائي ألا تشكي في هذا مطلقا، إن كريستوف رجل يوثق بكلامه، وإلا فما كان له أن يصل إلى هذا المركز الذي يحتله.
وابتسم السياسي ابتسامة ذات معنى وتمتم: وعلى كل حال، فمن الناس من يتأخر عن أن يرى ابنته وهي تتوج ملكة على فرنسا في مقابل بضعة ملايين، في حين أن لديه منها الكثير!
ولم تزد السيدة شيئا في ذلك الوقت، وحولت عينيها الجميلتين عن مقصورة البارون كريستوف إلى أسفل الصالة، ودق الجرس مناديا المتفرجين، فبدءوا يعودون إلى أماكنهم، فقام الكونت فريز مستأذنا، فمدت السيدة إليه يدها بجلال فقبلها وهو ينحني انحناءة كبيرة، ثم سألها: متى يكون لي الشرف بتقديم الآنسة كريستوف لسموك؟
وكان في نغمة صوته رنة التصميم والعزم، فارتعدت السيدة قليلا وسحبت يدها وهي تتنهد، وكانت أمهر من أن يخفى عليها أنها سوف تقبل في النهاية؛ فلقد كان الكونت فريزن صديقها، ولكنه فوق كل شيء كان يخدم إمبراطوره الذي كان يرغب حقا في هذا الزواج لتتدعم مالية آل بوربون. إنه على حق، ولا بد لها وهي تحلم بقصر «التويلري» لولدها وتتويجه في ريمس من أن تخضع لهذه الظروف، وأخيرا قالت: سأستقبل الآنسة فيرونيك غدا. ولكن نبه كريستوف بألا يذكر لابنته شيئا عن الموضوع قبل أن تخبره.
واكتفى الكونت بذلك، فخرج وكان الأوركسترا قد بدأ في عزف أول قطعة من افتتاحية الفصل الثاني، وشعر بالرضا عن نتيجة مهمته السياسية.
وقال بارتياح: سوف تدق أجراس الزواج قريبا. •••
وفي اليوم الثاني دعا البارون كريستوف وابنته فيرونيك لتناول الشاي في فلا إليزابث، ونال البارون شرف تقديم ابنته للسيدة البرنسيس دي بوربون، ولما كانت فيرونيك أوستورية الجنس وفرنسية المولد وفوق ذلك فقد كانت من أشياع الملكية وتدين بمذهبها وتؤمن بالحق الشرعي للملوك؛ فقد كان الملك الشرعي الوحيد لفرنسا في نظرها هو حفيد الملك لويس السادس عشر.
ولقد كانت التحية والبشاشة اللتان قدمتهما للسيدة البرنسيس أعمق بكثير مما عملته من قبل للإمبراطورة أوجيني؛ فقد كانت تلك التحية وذلك التظرف أشياء لا يستطيع الشخص الذي يريد أن يجعل لنفسه مركزا في باريس أن يستغني عنها، إلا أن هذا الذي عملته أمام والدة ملك فرنسا كان منبعثا عن إخلاص صادق، حتى إن السيدة سرعان ما تغير رأيها في الفتاة وفكرت في أن فيرونيك بجمالها وصحتها وشبابها فوق ما فيها من حيوية وقوة؛ تخلق الحياة والنشاط في ولدها الضعيف المخنث، ولقد حمدت الله على توفر هذا الجانب فيها.
अज्ञात पृष्ठ