मलतिय्या सूफिया अहल फुतुव्वा
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
शैलियों
ومن أصولهم أن الغفلة - التي هي رحمة الله - هي على من استوفى أوقاته في المجاهدة والمعاملة، فإذا أراد الله به رفقا أو رفاهية أورد عليه غفلة يستريح فيها لذلك. سئل شيخهم أبو صالح عن الغفلة التي هي رحمة، فقال: ذلك يكون على فلان الذي لا يمكنه أن يأتي الفراش إلا حبوا من كثرة الاجتهاد، وإذا أتى الفراش يكون كالحية على المقلى. (31)
ومن أصولهم أن كثرة الحركة في الأسباب من علامة الشقاوة، وأن التفويض والسكون تحت مجاري الأقدار من علامات السعادة؛ ولذلك قال حمدون: خلق الله الخلق مضطرين إليه لا حيلة لهم، [57أ] فأسعد الناس من أراد الله قلة حيلته. (32)
ومن أصولهم أنهم كرهوا أن يخدموا أو يعظموا أو يقصدوا، ويقولون: ما للعبد وهذه المطالبات؟ إنما هي للأحرار. وأصلهم في ذلك ما سمعت من محمد بن أحمد الفراء يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن منازل يقول: سمعت حمدون يقول وقد سئل: من العبد؟ فقال: الذي يعبد ولا يحب أن يعبد. قال أبو حفص: لا تكن عبادتك سببا [في] أن تكون ربا يستعبد عبيده. (33)
ومن أصولهم في الفراسة أن الإنسان يجب أن يتقى من فراسته، والمؤمن لا يدعي فراسة لنفسه؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم
يقول: اتقوا فراسة المؤمن. ومن يتقي [فراسة] الغير فيه كيف يدعي فراسة لنفسه؟ وهذا قول أبي حفص. (34)
ومن أصولهم ما سمعت محمد بن أحمد الفراء يقول: سمعت ابن منازل يقول: سمعت أبا صالح يقول: المؤمن يجب أن يكون بالليل سراجا لإخوانه وعصا لهم بالنهار. المعنى: حسن عونه لهم في اشتغالهم وما يحتاجون إليه. (35)
ومن أصولهم ما حكى أبو عثمان عن أستاذه أبي حفص أنه قال: من كثر علمه قل عمله، ومن قل علمه كثر عمله، فرجعت إلى أبي حفص فسألته عن معنى كلامه هذا، فقال: من كثر علمه استقل كثير عمله، لعلمه بتقصيره فيه، ومن قل علمه استكثر قليل عمله، لقلة رؤية التقصير فيه والعيب. (36)
ومن أصولهم أن سماع الأذن يجب ألا يغلب مشاهدة البصر؛ المعنى ألا يغلبه سماع ما سمعه في نفسه من الثناء بالظن بما يتحققه هو من آفات نفسه ومشاهدته، وأول هذا الفضل لأبي حفص. وأصلهم في ذلك ما روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم
अज्ञात पृष्ठ