मलतिय्या सूफिया अहल फुतुव्वा
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
शैलियों
يقول: سمعت خالي القاسم بن القاسم السياري
59
يقول: سمعت محمد بن موسى الواسطي
60
يقول: إياكم والنفس في جميع الأحوال، حتى إن أحدهم ليسلم على من يرد عليه بالكراهية، ويترك السلام على من يرد عليه طوعا، ويترك مجالسة من يسره ويختار مجالسة من يحقره، ويسأل من يمنعه ولا يسأل من يعطيه، [51ب] ويقبل على من يعرض عنه ويعرض عمن يقبل عليه، ويعطي من لا يحبه ولا يعطي من يحبه، وينزل عند من يكرهه ولا ينزل عند من يهواه، ويعاشر من يبغضه ولا يعاشر من يهواه، ويأكل ما يعافه ولا يأكل ما يشتهيه، ويسافر إذا أراد المقام، ويقيم إذا أراد السفر، وهكذا في جميع الأحوال يختارون مخالفة النفس، ويدعون ما للنفس فيه راحة ولها إليه سكون، ويجتهدون غاية جهدهم في إسقاط الجاه ونظر الخلق إليهم بعين التعظيم، ويركبون من ظاهر الأمور ما يلامون عليه وإن كان ذلك مباحا في ظاهر العلم مثل صحبة من ليس هو من طبقتهم من الناس، والقعود في مواضع تشينهم؛ كل ذلك تلبيسا للحال، وصونا لوقتهم أن يعترض لهم معترض. بل ابتذلوا الظواهر للمعاني والتذلل، وصانوا أحوالهم وأسرارهم بذلك عن الاطلاع عليها. وهذا من وصية مشايخهم إليهم. (1)
ومن أصولهم أنهم رأوا التزين بشيء من العبادات في الظواهر شركا، والتزين بشيء من الأحوال في الباطن ارتدادا. (2)
ومن أصولهم ألا يقبلوا ما يفتح عليهم بعز ويسألوا بذل، حتى إن أحدهم يسأل عن ذلك فيقول: في السؤال ذل وفي الفتوح عز، وإنا لا نأكل إلا بذل لأنه ليس في العبودية تعزز. وأصلهم في ذلك قول النبي
صلى الله عليه وسلم : «إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبيد.» فإن قيل إن هذا مخالف لظاهر العلم، فإن النبي
صلى الله عليه وسلم
قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما آتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فاقبله. قيل: إن عمر رضي الله عنه رأى في ذلك عزا لنفسه، فرأى النبي
अज्ञात पृष्ठ