उम्र के निर्वासन में एक राजा

सलाह हिलाल d. 1450 AH
17

उम्र के निर्वासन में एक राजा

ملك في منفى العمر

शैलियों

كان حظ إميل جيدا؛ فقد أسره الأمريكيون في أفريقيا سريعا، حيث أمضى بقية الحرب في الأسر الأمريكي، وعمل حتى نهاية الحرب مترجما في مونتانا، وبعد فترة أرسل رسالة إلى أسرته فعرفوا أنه في مكان آمن. أما باول فقد أسره النيوزيلنديون عام 1945 في إيطاليا، وكان يكسب نقودا إضافية من خلال أعمال يدوية يقوم بها عن طريق إبر حياكة صنعها من قطع من الأسلاك الشائكة. كذلك كان يصنع من أكمام البلوفرات المخلوعة قبعات لزملاء المعتقل الذين كانوا يعانون من حرارة الشمس أو الذين يريدون تحسين مظهرهم. وظل يرتدي قبعته حتى بعد انتهاء الحرب بفترة طويلة.

ولأن باول كان قد بلغ بالكاد عامه السابع عشر، فقد عاد في صيف 1945 إلى البيت. لم يبلغ بعودته إلى البيت أحدا قبلها، بل عاد دون أن يعلم بذلك أحد. دخل أولا إلى الحظيرة حيث البقرات الثلاث، ثم إلى مكان صنع العرق حيث يقوم بذلك ابن عمه رودولف، الذي سبقه على السلم الخلفي إلى المطبخ، وهناك كانت تعمل الجدة التي كانت وقتها قد أنجبت طفلها العاشر قبل أيام، والذي كان غلاما، ولكنه مات بعد ولادته بساعات قليلة؛ لأن الحبل السري كان ملتفا حول عنقه.

دخل رودولف وقال: «يا تيريزا، يوجد هنا جندي يبحث عن مأوى.»

ترددت الأم لحظات بالرغم من أن البيت كانت به أماكن خالية لغياب ثلاثة من الأبناء. ثم دخل باول من ظل الباب إلى المطبخ والدموع تنهمر على خديه.

كما بدا الأمر جيدا بالنسبة إلى أبي في البداية أيضا؛ فقد أصيب بإصابة قوية في ساعده الأيمن في أثناء فترة التدريب؛ لذلك حصل على إجازتين لتلقي العلاج. وفي كل مرة عندما كان الجرح يبدأ في الالتئام كان يعرض أن يذهب إلى البيت لإحضار مشروب العرق لأعضاء السرية استعدادا لاحتفالات عيد الميلاد، طمعا في أن يقضي أسبوعي العيد في فولفورت، إلا أنه أرسل إلى الجبهة الشرقية في شهر فبراير 1945. كان عمره حينئذ ثمانية عشر عاما، وأصبح يعمل سائقا دون حصوله على رخصة قيادة، حتى تسبب في حادث جسيم في منطقة شليزين العليا عندما فشل سائق عربة تجرها أحصنة في تفاديه وهما يمران على جسر متجمد فوق أحد السدود، وكانت آلة التنبيه متعطلة، والفرامل غير مجدية بسبب الجليد، فاضطر إلى توجيه السيارة نحو منحدر السد؛ مما أدى إلى انقلابها عدة مرات. وعندما هدده رؤساؤه بأن ما حدث سيكون له تبعات، وأنه سيعرض على محكمة عسكرية بتهمة التخريب المتعمد، رد على ذلك بالإشارة إلى عدم حصوله على رخصة قيادة وأنه كان من المفروض ألا يقوم بالقيادة أساسا.

وعندما اتضح أن كل شيء قد بدأ في الانهيار انفصل عن وحدته، وحاول مع زملاء آخرين من النمسا الوصول إلى الأمريكيين. وربما دفعتهم العجلة بسبب الحنين إلى الوطن إلى سلوك الطريق الأقصر؛ فبدلا من أن يسيروا في اتجاه الغرب اتخذوا طريق الجنوب عبر بومين الذي كان أقصر طريق إلى البيت، وإلى الروس أيضا. وبالفعل عندما وصلوا إلى كامبتال في الأراضي النمساوية تبدد حلم العودة السريعة إلى البيت.

عندما كان أبي يدعي بعد ذلك أنه رأى العالم في أثناء الحرب، فإنه لم يكن يعني الحرب، ولكن يعني ما بعدها. تم تكليفه في الأسر بالقيام بإنزال غنائم الحرب ونقلها، حتى وجد ذات يوم عظمة فاسدة في الحساء وأكلها من شدة الجوع، فأصيب في اليوم التالي بالحمى، وفقد وزنه بسرعة حتى وصل إلى أربعين كيلوجراما. وأمضى الأسابيع الأربعة التالية في مستشفى ميداني مؤقت على حدود مدينة براتيسلافا في ظروف لم أعرف عنها شيئا إلا قبل عدة أشهر. لم يكن والدي يحكي عن تلك الأسابيع الأربعة؛ حيث كانت حكاياته تبدأ دائما من اليوم الذي أطلق الروس فيه سراحه «لأنه لم يعد لي أي قيمة.»

وبعد ذلك قام رجال الصليب الأحمر بنقله مع آخرين إلى مارش على الحدود السلوفاكية النمساوية بالقرب من هاينبورج.

وبعدها ودعهم رجال الصليب الأحمر قائلين: «وداعا أيها النمساويون!» وحتى يومنا هذا يردد أبي تلك الكلمات عندما يكون مستغرقا في التفكير.

أما العودة إلى فورآرلبرج، فقد استغرقت ثلاثة أسابيع أخرى، وكان الأمر يشبه قطع سباق حواجز شاق، ولم يكن بحوزة أبي لا المال ولا الأوراق اللازمة للعبور من المنطقة السوفييتية إلى المنطقة الأمريكية. كما لم يرغب في عمل صورة للحصول على تحقيق شخصية؛ لأن استخراج الصور كان سيحتاج إلى أربعة عشر يوما أخرى. ولكن الحنين إلى الوطن استبد به، حتى إنه كان ينتظر فرصة العبور بصورة غير شرعية.

अज्ञात पृष्ठ