मखतूतात मसरहिय्यत अब्बास हाफिज़
مخطوطات مسرحيات عباس حافظ: دراسة ونصوص
शैलियों
جون بل :
وأنت ... ألست تستخدم أستاذيتك لتكون ظلا ثقيلا على الناس؟ أين كنت؟ ... أنت تتكلم قليلا ... ولكن أما كان أخلق بك ألا تتكلم لا قليلا ولا كثيرا ... أنت تقذف بالكلمات في الحديث كما تقذف الخناجر والسكاكين.
الأستاذ :
ذلك لأنها كلمات الحق والحكمة يا سيد بل ... فإذا كان السامعون حمقى طائشين أثارت لديهم السخط والغضب ... ولكني لست على قولها بالنادم الآسف ... إن تأثير كلمة الحق لا يلبث قليلا حتى يزول.
جون بل (بتلطف) :
إني لست على رأيك هذا ... أنت تعلم أني أحب أن أطارحك الجدل والحديث في أفانين السياسة وشئونها ... ولكنك تريد دائما أن تقيس كل الناس بنفسك ... وأنت في ذلك على خطأ ... إن طائفتكم معشر الأساتذة ليست إلا جمعا شاذا عن بقية الناس ... وأنت في الأساتذة أشدهم شذوذا وخروجا ... أنت قسمت كل ما كان في حوزتك بين ذوي قرابتك وأهل عشيرتك ... وأصبحت لا تملك إلا رزقا من العيش خشنا حقيرا، ورحت تقطع الحياة جلوسا وخمولا وتفكيرا ... وإني لأود لك أن تكون راضيا بذلك مسرورا ... ولكني لا أود منك أن تكون في بيتي فتغري خدمتي على رءوس الأشهاد بالبذاء والعصيان.
الأستاذ :
يا سبحان الله! وماذا يضيرك منهم البذاء والعصيان ... هل يستطيع رعاء الأغنام أن يمنعك من جزاز أصوافها وأوبارها ... أو يحول بينك وبين نحرها وأكلها؟ أفي هؤلاء الناس من يستغني عن شراء ألبان غنمك؟ وهل في عشائر القرية كلها عشيرة لا ترسل بنيها وغلمانها وبناتها لكي يكدوا ويذبلوا في عملك ومصنعك ... أي بيت في القرية لا تملكه؟ ... وأي مسكن لا تطلب فيه الأجر الفاحش المرهق؟ ... أليست دقائق أعمارهم جميعا تحتسب لك وتعد في حوزتك؟ ... وأي قطرة من عرق جباهم لا تسيل لتنمية ثروتك؟ ... إن أرض قرية نورتون جميعها ببيوتها وعشائرها أصبحت في قبضة يدك، كما كانت الكرة الأرضية يوما في أيدي شارلمان العظيم ... وقد صرت أنت السيد المطلق في الإقطاعية المترامية الأطراف.
جون بل :
هو ذاك ... ولكنه حق وعدل ... إن الأرض لي لأنني أنا الذي اشتريتها ... وكذلك البيوت ... لأنني أنا الذي ابتنيتها ... والسكان ... لأنني أنا الذي أجرتهم إياها وأسكنتهم ... وعملهم ... لأنني أنا الذي أدفع أجورهم ... أنا على الحق ... لأنني مع القانون.
अज्ञात पृष्ठ