मृत सागर पांडुलिपियाँ और क़ुमरान समुदाय
مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران
शैलियों
خرج متتيا بن يوحنا بن سمعان من أوروشليم وسكن في مودين، ثم قدم إلى مودين من أرسلهم الملك السلوقي؛ ليجبروا الناس على الذبح للآلهة، وأقبل رجل يهودي على عيون الجميع ليذبح على المذبح الذي في مودين، فوثب عليه متتيا الكاهن وقتله على المذبح، وقتل رجل الملك أيضا، وصاح بصوت عظيم قائلا: «كل من غار للشريعة وحافظ على العهد فليخرج ورائي»، وهرب هو وبنوه، يوحنا كديس وسمعان بطسي ويهوذا المكابي وأليعازر أواران ويوناثان أفوس إلى الجبال، فبدأت بذلك ثورة المكابيين
13 (165-135) قبل الميلاد، وتزعمها أبناء متتيا يهوذا فيوناثان فسمعان، وشغلت السلوقيين مشاغل أخرى، فتمكن سمعان من تحرير فلسطين وشعبها.
هكذا يعمل العلماء لجمع القطع المتناثرة.
وفي السنة الثانية لزعامة سمعان (142-135) نادى اليهود به كاهنا أعظم وقائدا عاما وأميرا يورث حقوقه وصلاحياته لأبنائه وأحفاده من بعده، فأسس سمعان بذلك الأسرة الحشمناوية؛ أي: أسرة بني حشمناي. ويلاحظ هنا أن هؤلاء لم يكونوا من سلالة داود من حيث الملك، ولم يتحدروا من هارون من حيث الكهنوت. وعرف اليهود هذين الأمرين حق المعرفة، فاحتاطوا وجعلوا ملك هؤلاء محدودا حتى الزمن الذي يظهر فيه نبي أمين؛ أي: حتى الزمن الذي يتدخل فيه رب العالمين.
ولم يرض جميع اليهود عن هذا التدبير لخروجه على التقليد، وازداد عدد هؤلاء المعارضين بتغافل الحشمناويين وقلة اكتراثهم للناموس، فإنهم ما كادوا يستوون على دست الحكم حتى رغبوا في الدنيا واستبدوا في الناس، فأعلن الفريسيون استياءهم منذ أيام يوحنا هيركانوس بن سمعان المؤسس، وذلك بين السنة 135 والسنة 104 قبل الميلاد، وما فتئوا متنكرين حتى عهد ألكسندرة الملكة (76-67) قبل الميلاد.
وراقب السلوقيون تطور الموقف، فعاد أنطيوخوس السابع (138-129) إلى الميدان قبل وفاة سمعان المؤسس وأكره ابنه يوحنا هيركانوس، في السنة 135، على دفع الجزية وعلى هدم أسوار أوروشليم، ثم خلف أنطيوخوس سلوقي ضعيف هو ألكسنذروس الثاني زبيناس (128-123)، فاستعاد يوحنا هيركانوس استقلاله ووسع سلطانه، وأنشأ جيشا من المرتزقة، وتصرف تصرف أمير زمني بكل معنى الكلمة، فزاد الفريسيين غضبا وكرها، وجاء ابنه أرسطوبولوس بعده فأظهر التكبر والتجبر، ولبس التاج فقنط الفريسيون وتقلص ظل آمالهم. وكان أرسطوبولوس قد قيد أخاه ألكسنذروس وأمه، فلما توفي نزع الجند عن أخيه القيد، وأخرجوه من الحبس، فتولى الملك بعد أخيه. ولما استقام له الأمر (103-76) تشوف إلى المطامع البعيدة، وأحب النزال والقتال، فكان لا ينتهي من حرب حتى يبدأ بغيرها، فاغبر الجو بينه وبين الفريسيين، وتقوضت دعائم المودة. وحل عيد المظال ودخل ألكسنذروس إلى أوروشليم، وصعد إلى المذبح في وقت القربان، فابتدأ قوم من اليهود يلعبون بسعف النخل ورمي الترنج، وهو نوع من الليمون، فأصابت ترنجة الملك ألكسنذروس، فغضب أصحابه وقالوا للفريسيين: كيف جسرتم على الملك بهذا؟! فقالوا: «ما فعلنا ذلك تهاونا به ولا جرى منا بالقصد. وهذا اللعب هو سنة العيد والمقصود به الفرح والابتهاج.» فلم يقبل الملك وأصحابه هذا الاعتذار لما في نفوسهم من عداوة للفريسيين، وتردد الكلام بينهم إلى أن شتم بعضهم ألكسنذروس وأسمعه القبيح، فغضب الملك وأمر بالفريسيين فقتل منهم في ذلك اليوم ستة آلاف رجل، وأمر ألكسنذروس بعد ذلك أن يبنى حائط يقطع ما بين المذبح والصحن، وألا يقترب من المذبح سوى الكهنة وخواص الأمة، فتأصلت العداوة بين الفريسيين والصدوقيين، وعضد ألكسنذروس الملك الصدوقيين، واتصل النزاع بينهم ست سنين، قتل فيها من الفريسيين خمسون ألف رجل، ثم حاول ألكسنذروس أن يؤلف بينهم ويصلح أحوالهم فلم يتمكن، حينئذ طلب الفريسيون معونة السلوقيين، فسار ديمتريوس الثالث أفكيروس
Eukairos - المالك آنئذ في دمشق - في جيشه مع من انضاف إليه من اليهود، إلى أن نزلوا على شكيم (نابلس)، فخرج إليه ألكسنذروس فهزمه ديمتريوس في حوالي السنة 91 قبل الميلاد، وقتل أكثر رجاله، فهرب ألكسنذروس إلى بعض التلال، وجاء إليه كثيرون من اليهود الذين مع ديمتريوس، فلما صار في عسكر كبير سار إلى ديمتريوس، فرده إلى سورية، ثم عادت الحروب بين ألكسنذروس وبين الفريسيين، فهزمهم وقتل كثيرا منهم، وأخذ من كبراء الفريسيين ووجوههم ثمانمائة رجل، فقتلوا وصلبوا بين يديه، واستولى بعد ذلك على جميع اليهود وقهرهم.
14
ثم اعتل ألكسنذروس بحمى الربع، فدامت عليه ثلاث سنين، فنهكت جسمه. ولما بلغه أن بعض المدن التي تحت طاعته عصت عليه سار لمحاربتها وهو عليل، وحمل معه امرأته ألكسنذرة وكل حشمه وجواريه، فنزل على راجب بين جرش والأردن وحاصرها، وقويت عليه علته وقرب منه أجله، فنصح إلى زوجته أن تخفي موته إلى بعد فتح المدينة، وأن تعود إلى أوروشليم، وتحمل جثته إلى قصره سرا، وتستدعي وجوه الفريسيين وتكرمهم وتخاطبهم بالجميل وتقول إنها عالمة بعداوته لهم وبما فعله بهم، ولكنها لهم من بعده تفعل كما يختارون ولا تخالفهم بشيء. ومات ألكسنذروس «76» وفعلت ألكسنذرة كما أوصاها، فأجاب الفريسيون بالجميل ودفنوا زوجها مع آبائه، فاستمالوا القوم إلى ألكسنذرة، وأشاروا أن يملكوها بعده، فاستقام أمرها حتى السنة «67» قبل الميلاد بمعاونة الفريسيين.
وأطلقت ألكسنذرة جميع من كان من الفريسيين في السجون، وردت إليهم تدبير الناس، وتمسكت بمذهبهم، وجعلت ابنها الأكبر هيركانوس كاهنا أعظم؛ لأنه كان متواضعا وديعا خيرا، وجعلت أخاه أرسطوبولوس، وهو الأصغر، صاحب الجيش، ولما قوي أمر الفريسيين جاءوا إلى ألكسنذرة، ومعهم ابنها هيركانوس، وطلبوا إطلاق يدهم في قتل رؤساء الصدوقيين؛ لأن ما حل بهم من الأذى في عهد ألكسنذروس كان برأي هؤلاء، وهم الذين حملوه على قتل ثمانمائة شيخ فريسي وصلبهم، فقالت: افعلوا، فقبضوا على كبير الصدوقيين اسمه ذياخبيس، وكان هو الذي حمل ألكسنذروس على قتل الفريسيين، فقتلوه مع جماعة أخرى. فجاء الصدوقيون إلى ألكسنذرة ومعهم ابنها أرسطوبولوس، وقالوا: «أنت تعلمين ما لقينا من الشدائد مع زوجك، فكيف تناسيتنا! إننا لا نصبر على إذلال الفريسيين لنا، فإما أن تكفيهم عنا، وإما أن تطلقي لنا الخروج من المدينة والتفرق في الضياع البعيدة»، فقالت: «اخرجوا»، فخرجوا وتفرقوا ثم توفيت في السنة 67 قبل الميلاد.
अज्ञात पृष्ठ