179

मजमूअत रसायल

مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى

प्रकाशक

دار ثقيف للنشر والتأليف

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٣٩٨هـ

प्रकाशक स्थान

الطائف

शैलियों

फतवा
وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ (لأعراف:١٥٦) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ﴾ إلى قوله: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ . وتأمل قصة أبي طالب عم النبي ﷺ وقد كان يحوطه ويحميه وينصره ويجمع القبائل على نصرته ﷺ، وحمايته من أعدائه، وقد قال في حق النبي ﷺ: لقد علمو أن أبننا لا مكذب ... لدينا ولا يعنى بقول إلا باطل حدبت بنفسي دونه وحميته ... ودافعت عنه بالذرى والكلاكل ولما لم يتبرأ من دين أبيه عبد المطلب ومات على ذلك، وقال النبي ﷺ: "لاستفغرن لك ما لم أنه عنك" أنزل الله سبحانه ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ فلا وسيلة للعبد لنيل شفاعة النبي ﷺ إلى بالإيمان به وبما جاء به من توحيد الله وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، ومحبته واتباعه، وتعظيم أمره ونهيه والدعوة إلى ما بعث به من دين الله والنهي عما نهى عنه من الشرك والبدع، وما لا فلا، فعكس الملحدون الأمر فطلبوا الشفاعة الذي بعث الله رسوله ﷺ بالنهي عنه وإنكاره، وقتال أهله، وإحلال دمائهم وأموالهم، وأضافوا إلى ذلك إنكار التوحيد، وعداوة من قام به واقتفى أثر النبي ﷺ كما تقدم في كلام شيخ الإسلام ﵀ من قوله: ويكفر الرجل بمحض الايمان وتجريد التوحيد إلى آخر كلامه. وأما قول الناظم: ولن يضيق رسول الله جاهك بي البيت فهذا هو الذي ذكر الله عن المشركين من اتخاذ الشفعاء ليشفعوا لهم، ويقربوهم إلى الله زلفى قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (الزمر:٢) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ فهذا هو دين الله الذي لا يقبل الله من أحدا دينا سواه، ثم ذكر بعد ذلك دين المشركين فقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ . فتأمل قول الله تعالى كفرهم بقولهم ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ وقال آخر هذه السورة ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ (الزمر:٤٣) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ قلت وقد وقع من هؤلاء من اتخاذهم شفعاء بدعائهم وطلبهم ورغبتهم والالتجاء إليهم وهم أموات غافلون عنهم لا يقدرون ولا يسمعون لما طلبوا منهم وأرادوه. وقد أخبر تعالى (أن الشفاعة ملكه لا ينالها من أشرك به غيره وهو الذي له ملك

1 / 191