168

मजमूअत रसायल

مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى

प्रकाशक

دار ثقيف للنشر والتأليف

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٣٩٨هـ

प्रकाशक स्थान

الطائف

शैलियों

फतवा
ومنها: أنه لعن المتخذين عليها المساجد ولو كان ذلك لأجل النجاسة لأمكن أن يتخذ عليها المساجد مع تطيينها بطين طاهر وهذا باطل قطعًا، وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وفهم الرسول ﷺ مقاصده جزم جزمًا لا يحتمل النقيض ان هذه المبالغة واللعن والنهي ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل الشرك فان هذا وأمثاله منه ﷺ صيانة لحمى التوحيد فأبى المشركون إلا معصية لأمره وارتكابًا لنهيه. ومن جمع بين سنة رسول الله ﷺ في القبور وما أمر به، وما نهى عنه وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضادًا للاخر مناقضًا له: فانه نهى عن الصلاة اليها وهؤلاء يصلون عندها، ونهى عن اتخاذها مساجد، وهؤلاء يبنون عليها المساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله، ونهى أن ايقاد السرج عليها وهؤلاء يوقفون الوقوف على ايقاد القناديل عليها، ونهى أن تتخذا عيدًا، وهؤلاء يتخذونها أعيادًا، ومناسك يجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر، وأمر بتسويتها وهؤلاء يرفعونها ويبنون عليها القباب، ونهى عن الكتاب عليها، وهؤلاء يكتبون عليها القرآن وغيره، ونهى أن يزاد عليها غير ترابها وهؤلاء يزيدون سوى التراب الآجر والاحجار والجص، فأهل الشرك مناقضون لما أمر به الرسول ﷺ في أهل القبور وفي ما نهى عنه محادون له في ذلك. فاذا نهى الموحدون عما نهى عنه رسول الله ﷺ من تعظيمها، والصلاة عندها واسراجها، والبناء عليها والدعاء عندها، وما هو أعظم من ذلك مثل بناء المساجد عليها، ودعائها وسؤالها قضاء الحاجات، واغاثة اللهفات غضب المشركون واشمأزت قلوبهم، وقالوا قد تنقص أهل الرتب العالية، وزعم أنهم لا حرمة لهم ولا قدر وسرى ذلك في نفوس الجهال الطغام حتى عادوا أهل التوحيد، ورموهم بالعطائم ونفروا الناس عن دين الاسلام، ووالوا أهل الشرك، وعظموهم ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ .
فصل: قوله فلكل شيخ يوم معروف في شهر معلوم يؤتى إليه من النواحي وقد يحضره بعض العلماء ولا ينكر ... (فصل) وأما قوله: فالكل شيخ يوم معروف في شهر معلوم يؤتى اليه من النواحي وقد يحضر بعض العلماء فلا ينكر. فنقول أما قوله فلكل شيخ يوم معروف في شهر معلوم فقد قدمنا الجواب عن ذلك، وبينا أن ذلك من اتخاذها أعيادًا، وإنه مما نهى عنه رسول الله ﷺ فإن العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان، ومكان فالزمان كقوله ﷺ: "يوم عرفة وأيام النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام " رواه أبو داود وغيره، وأما المكان فكما روى أبو داود في سننه أن رجلًا قال يا رسول الله: أنى نذرت

1 / 180