============================================================
75 عليه وسلم كان يقرأ جهرا ولا يسمع أنس لوجوه (أحدها) ان أنسا انما روى هذا ليين لهم ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعاله اذ لا غرض لناس فى معرفة كون أنس سمع اولم يسمع الا ليستدلوا بعدم سماعه على عدم المسموع فلو لم يكن ما ذكره دليلا على نفي ذلك لم يكن أنس ليروى شيألا فايدة لهم فيه ولا كانوا يروون مثل هذا الذى لا يغيدهم (الثافى) ان مثل هذا اللفظ صار دالا فى العرف على عدم مالم يدرك فاذا قال ماسمعنا أو مار أينا لما شأنه ان يسمعه ويراه كان مقصوده بذلك نفي وجوده وذكر نفى الادراك دليلا على ذلك ومعلوم انه دليل فيما جرت العادة بادراكه - وهذا يظهر بالوجه الثالث وهو ان أنسا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم من حين قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة الى آن مات وكان يدخل على نسائه قبل الحجاب ويصحبه حضرا وسفرا وكان حين حج النبى صلى الله عليه وسلم تحت نافته يسيل عليه لعابها افيمكن مع هذا القرب الخاص والصحبة الطويلة آن لا يسمع النبى صلى الله عليه وسلم يجهر بها مع كونه يجهر بها مالم يعلم بالضرورة بطلانه فى العادة ثم انه صحب أبا بكر وعمر وعثمان وتولى لابى بكر وعمر ولايات - ولا كان يمكن مع طول مدتهم انهم كانوا يجهرون وهو لا يسمع ذلك فتبين ان هذا تحريف لا تأويل لو لم يرو الاهذا اللفظ فكيف والآخر صريح فى نفى الذكر بها وهو يفضل هذه الرواية الاخرى وكلا الروايتين ينفى تأويل من تأول قوله يفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين انه اراد السورة فان قوله يفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا فى آخرها صريح ش انه فى قصد الافتاح بالآية لا بسورة الفاتحة التي أولها بسم الله الرحمن الرحيم اذ لو كان مقصوده ذلك لتناقض حديثاه -وأيضا فان افتتاح الصلاة بالفاتحة قبل السورة وهو من العلم الظاهر العام الذى يعرفه الخاص والعام كما يعلمون ان الركوع قبل السجود - وجميع الاثمة غير النبي صلى الله عليه وسلم وابى بكر وعمر وعثمان يفعلون هذاليس فى نقل مثل هذا فائدة ولا هذا مما يحتاج فيه الى نقل أنس وهم قد سألوه عن ذلك وليس هذا مما يسأل عنه وجميع الأثمة من أمراء الايمصار والجيوش وخلقاء بنى أمية وبنى الزيير وغيرهم ممن أدركه أنس كانوا يفتتحون بالفاتحة ولم يشتبه هذا على أحد ولا شك فكيف يظن ان أنسا قصد تعريفهم بهذا وانهم سألوه عنه وانمامثل ذلك مثل ان يقال فكانو ايصلون الظهر أربعا والعصر أر بعا والمغرب
पृष्ठ 95