मजमूअ रसाइल
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
शैलियों
فكان الناس في الخلق حين خلق الله السموات والأرض وما ذرأ فيهما أمة من خلقه، قال الله تبارك وتعالى: ?ومامن دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون?[الأنعام: 38]، وقال الله تبارك وتعالى: ?والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير?[النور: 45]، وكل شيء فيه روح - ينظر الناس إليه مما في البر - فإنما هو دابة أو طائر، فما تحرك ولم يطر فهو دابة، وليس أمة من الدواب تمشي على رجلين غير الناس، قال الله عز وجل: ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?[التين: 4]، ثم قال: ?يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك?[الانفطار: 6 - 7]، فقومه على رجلين، ثم قال: ?في أي صورة ما شاء ركبك?[الانفطار: 8].
وكان فيما بين الله لكم أنه مسخ أناسا فجعلهم في صور الناس فجعلهم قردة وخنازير، فتبارك الله رب العالمين.
وسائر الدواب تمشي - كما قال الله تبارك اسمه - على بطونها وعلى أربع وعلى أكثر من ذلك، يخلق الله ما يشاء، ما تعلمون وما لاتعلمون، وليس هذا بهذا ولا هذا بهذا، ولكنها أمم مختلفة وخلق يعرف بعضه بغير بعض، والدواب كلها كذلك، ليس الإبل بالبقر ولا الغنم بالحمير ولا البغال بالخيل، فهي أمم كما قال الله عز وجل، وغيرها من الأمم الدواب والسباع كذلك.
पृष्ठ 92