मजमूअ रसाइल
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
शैलियों
وقد بين الله لكم أمر من كان قبل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بني إسرائيل كانوا أمة في عهد موسى صلى الله عليه، فلما تفرقوا سماهم الله أمما، فقال: ?وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون?[الأعراف: 168]. بلوا لأنهم تفرقوا بعد موسى، يزعمون كلهم أنهم متبعون لموسى مصدقون بالتوراة ويستقبلون قبلة واحدة، قال الله تبارك وتعالى: ?ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة?[آل عمران: 113] فسماهم الله أهل الكتاب، ثم سمى أهل الحق منهم أمة قائمة، ثم وصفها، فقال: ?يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين?[آل عمران: 113 - 114].
فكل فرقة من أهل هذه القبلة نصبوا أديانا يتأولون عليها ويتبرأون ممن خالفهم، فهم أمة على هدى كانوا أم على ضلالة، قال الله جل جلاله: ?إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين?[النحل:120]. فسماه الله حين كان على دين لم يكن عليه أحد غيره: أمة. قال الله جل ثناؤه لقوم اتبعوا ضلالة آبائهم: ?إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون?[الزخرف: 23].
وكذلك تفرقت هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، أمما، كما تفرقت بنو إسرائيل بعد موسى أمما، وقد قال الله جل ثناؤه: ?ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون?[الأعراف: 159].
पृष्ठ 85