मजमूअ रसाइल
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
शैलियों
مقدمة في ذكر الاختلاف وبيان أسبابه
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله الذي خلقك ورزقك، وهو يميتك ويحييك، فهذه نعم الله التي عمت الناس، فهي على كل عبد منهم، فأحق ما نظر فيه المرء المسلم وتعاهد من نفسه أمر آخرته ودينه الذي خلق له، وليس كل من وجب حق الله عليه يهتم بذلك من أمر آخرته، وإن كان يسعى لدنياه بصيرا بما يصلحها به، ويصلحه منها، فإن الله جل ثناؤه قال لقوم يعلمون: ?يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون?[الروم: 7].
فنعوذ بالله العظيم أن يغفلنا عن أمر آخرتنا شغل من أمر دنيانا، فإن شغلهما ليس بواحد، قال الله جل ثناؤه: ?من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا?[الإسراء: 18 - 19].
وقد رأيت ما وقع الناس فيه من الاختلاف، تبرأوا [من بعضهم] وتأولوا القرآن برأيهم على أهوائهم،[و] اعتنقت كل فرقة منهم هوى، ثم تولوا عليه، وتأولوا القرآن على رأيهم ذلك ، بخلاف ما تأوله عليه غيرهم، ثم برئ بعضهم من بعض، وكلهم يزعم فيما يزين له أن على هدى في رأيه وتأوله، وأن من خالفه على ضلالة أو كفر أو شرك، لابد لكل أهل هوى منهم أن يقولوا بعض ذلك.
पृष्ठ 83