فإن قالوا: لا ندري. فقل: لكني أدري لأن الأخ قتل أخاه، فانقطع الميراث الذي بينهما فلم يرث أخاه، فلو كانا مؤمنين كليهما القاتل والمقتول ورثه.
وسلهم عن الذين قالوا: ?ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا?[الأحزاب: 12]، أمشركين كانوا؟ فإن هؤلاء قد أعلنوا قولهم، فلوا كانوا مشركين ضربت أعناقهم، وقد قال الله تبارك وتعالى: ?فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم?[التوبة: 5]، فإن قالوا: نعم هم مشركون. فإنه حق على المسلمين أن يضربوا أعناقهم، ولكني أراهم قد عرفوا الله تبارك وتعالى وعرفوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالقول بألسنتهم، وجحدوا قول الله تبارك وتعالى، وما جاء به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وسلهم عن الذين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: ?إن بيوتنا عورة?، قال الله تبارك وتعالى: ?وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا?[الأحزاب: 13]، فقل: هل عرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله سلم حين استأذنوه أم لا؟ فإنهم لا يستطيعون إلا أن يقولوا: لم يأمر بقتلهم ولا نفيهم.
وقال الله تبارك وتعالى: ?ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا?[الأحزاب: 14]، والفتنة: أن يكفروا. وقال الله عز وجل: ?المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون?[التوبة: 67].
पृष्ठ 60