وقال إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه: ?قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين?[الشعراء: 75 - 77] فبرىء من عبادة أوثانهم ولم يتبرأ من ربه حين عبدوه، ولكنه تولى الله تبارك وتعالى وأطاعه.
وقال إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه: ?إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين?[الزخرف: 26 - 27]، وقال أصحاب الكهف: ?وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله?[الكهف: 16] فاعتزلوا قومهم في عبادة الأوثان، ولم يعتزلوهم في عبادة ربهم، وقال الله تبارك وتعالى: ?وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون?[يوسف: 106] فلا نبرأ من إيمان المشركين بالله، ونبرأ من شركهم بالله.
فكما لم ينفع المشركين [عمل] مع شركهم بالله، كذلك لم ينفع عمل من كان من أهل القبلة يدعي الإسلام [وهو] يأتي الكبائر التي نهى الله تبارك وتعالى عنها، فأحبط الله إيمانه حين لم يقبل منه عملا، فإنه إذا عمل بالكبائر لم يكن من المتقين وقال الله تبارك وتعالى: ?تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين?[القصص: 83].
وقال الله تبارك وتعالى:?تلك الجنة التي نورث من عبا دنا من كان تقيا?[مريم:63].
وقال تبارك وتعالى لمن حج بيته: ?فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون?[البقرة:203] فلم يتقبل الله تبارك وتعالى حجا ولا عملا إلا من المتقين.
पृष्ठ 48