मजमूअ रसाइल
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
शैलियों
(5) ومن خطبة له يبين فيها دعوته وآداب الجهاد
روي عن أبي الجارود أن زيد بن علي عليهما لسلام خطب أصحابه حين ظهر فقال:
الحمدلله الذي من علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوبا عاقلة، وأسماعا واعية، وقد أفلح من جعل الخير شعاره، والحق دثاره، وصلى الله على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربه وصدق به، الصادق محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين من عترته وأسرته والمنتخبين من أهل بيته وأهل ولاتيه.
أيها الناس العجل العجل، قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل، فوراءكم طالب لا يفوته هارب، إلا هارب هرب منه إليه، ففروا إلى الله بطاعته، واستجيروا بثوابه من عقابه، فقد أسمعكم وبصركم ودعاكم إليه وأنذركم، وأنتم اليوم حجة على من بعدكم، إن الله تعالى يقول: ?ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون? [التوبة: 122] ، ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم? [آل عمران: 105].
عباد الله إنا ندعوكم إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، إن الله دمر قوما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
عباد الله كأن الدنيا إذا انقطعت وتقضت لم تكن، وكأن ما هو كائن قد نزل، وكأن ما هو زائل عنا قد رحل، فسارعوا في الخير وكتسبوا المعروف، تكونوا من الله بسبيل، فإنه من سارع في الشر واكتسب المنكر فإنه ليس من الله في شيء، أنا اليوم أتكلم وتسمعون ولا تبصرون، وغدا بين أظهركم صامتا فتندمون، ولكن الله ينصرني إذا ردني إليه، وهو الحاكم بيننا وبين قومنا بالحق.
पृष्ठ 234