मजमूअ रसाइल
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
शैलियों
لقاء خالد بن صفوان بالإمام زيد في الرصافة
قال خالد بن صفوان: قدم علينا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الرصافة رصافة هشام فبلغني فصاحته وكثرة علمه وبيان حجته، فدخلت عليه وهو متكئ وبين يديه حنطة مقلوة يقضم منها، فسلمت عليه.
فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه، وذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أكرمه الله به، وذكرت حيث توفاه الله تعالى فبايع الناس أبا بكر، فذكرت عدله، وسيرته، ثم ذكرت عمر بمثل ذلك، ثم عثمان بمثل ذلك، وذكرت فضله واختيار الناس وتفضيلهم إياه على سائر الناس، ورأوا أنه ليس أحد أحق بالخلافة منه.
وزيد بن علي يتبسم إلي، وهو يقضم حبة بعد حبة.
ثم قلت: فوثب عليه قوم ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار فقتلوه، فلن يزالوا في فتنة إلى يوم الناس هذا.
فاستوى زيد بن علي فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ما اختصه الله به من الكرامة، واختيار الله إياه فبلغ رسالته، فلما قبضه الله إليه انطلق المسلمون إلى رجل صالح فبايعوه، ثم بايعوا بعده رجلا، ثم انطلقوا بعده إلى رجل ظنوا به الخير، وظنوا أنه سيجري مجرى صاحبيه، فمكثوا زمانا ثم نقموا عليه شيئا بعد شيء، حتى إذا آوى أقاربه السفهاء والطلقاء وأقصى المهاجرين الأولين والأنصار، وآذاهم وأخرجهم من ديارهم، فاستعتبوه مرة بعد مرة، فأبى إلا اختيار أهل بيته والأثرة لهم، وكان المسلمون عليه بين قاتل ومحضض خاذل.
فلما قتل انطلق ولاة هذا الدين من المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم من التابعين لهم بإحسان إلى ((أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام)) حتى أخرجوه من بيته فبايعوه غير مكرهين، ثم أنهم نكثوا بيعته - يعني طلحة والزبير - من غير حدث، فلو أن الذين نكثوا بيعته نكثوا على أبي بكر وعمر لاستحل أبو بكر وعمر قتالهم.
पृष्ठ 155