मजमूअ रसाइल
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
शैलियों
عوامل التفضيل
ولعمري ماكل قريش - وإن كانوا قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أهل فضل، فقد قال الله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ?وكذب به قومك وهو الحق?[الأنعام: 66]، فإن منهم لأول من كذبه، وإن منهم لأول من صدقه، فما جعل الله حقهم على الناس واحدا، حق من صدقه كحق من كذبه، فما عظمت نعمة الله على أحد من خلقه إلا زاد حق الله عليه تعظيما.
ومن أداء حق الله وشكر نعمته العمل بطاعته والاجتناب لمعاصيه؛ فمن أخذ يفضل نفسه على الناس بغير نعمة من الله سيقت إليه أوسلفت، فهو حين يعرف الناس أنه عاص لله لاحق له ولا نعمة، إنما الحق لمن شكر النعمة وعمل بالطاعة التي إنما كان قريش ابتليت بها ولو آمن الناس وابتلي الناس بهم وسلطانهم عليهم وملكتهم إياهم وانتحالهم هذا الأمر دون الناس والقيام به عليهم.
ما كل من قرأ القرآن من قريش يعلمه ولا يعدل فيه، لقد قال جل ثناؤه لبني إسرائيل: ?ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون?[البقرة: 78]، ثم قال: ?ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا?[النساء: 123].
وقال: ?كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين?[الحجر: 12 - 13]، فليس يكون الإيمان به الكلام والعمل بغيره، ولقد قال الله عز وجل: ?ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين?[النور: 47] .
पृष्ठ 108