207

मजमू रसायल

مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

अन्वेषक

أبو عبد الله حسين بن عكاشة

प्रकाशक

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة - جمهورية مصر العربية

शैलियों

وابن قتيبة أن مثل هذا منصوب على التمييز وإن كان معرفة، وقد ذكروا لذلك شواهد كثيرة من كلام العرب، مثل قولهم: آلم فلان رأسه، ووجع بطنه، ورشد أمره. ومنه قوله تعالى: ﴿بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ (١) فالمعيشة نفسها بطرت، وقوله: ﴿سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ (٢) معناه: سفهت نفسه -أي: كانت سفيهة- فلما أضاف الفعل إليه نصبها على التمييز، وهذا الذي قاله الكوفيون أصح في اللغة والمعنى، فإن الإنسان هو السفيه نفسه، كما قال (ق ٢٧ - أ) تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ﴾ (٣) كذلك قوله: ﴿تَخْتَانُونَ أَنفسَكُمْ﴾ (٤)، أي ﴿تختان﴾ (٥) أنفسكم، فالأنفس هي التي اختانت كما أنها السفيهة، وقال "اختانت" ولم يقل "خانت" لأن الافتعال ﴿فيه زيادة فعل على ما في﴾ (٦) مجرد الخيانة. قال (٧) في أثناء كلامه: أو يكون قوله: ﴿تَخْتَانُونَ أَنفُسَكمْ﴾ (٤)؛ أي يخون بعضكم بعضًا، كقوله: ﴿فَاقْتُلُوأ أَنفُسَكمْ﴾ (٨)، فإن السارق وأقوامه خانوا إخوانهم المؤمنين، والمجامع إذا ﴿كان﴾ (٩) جامع امرأته وهي لا تعلم أنه حرام؛ فقد خانها. قال: والأول أشبه، والنفس هي ﴿التي﴾ (١٠) خانت؛ فإنها تحب الشهوة

(١) سورة القصص، الآية: ٥٨. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٣٠. (٣) سورة البقرة، الآية: ١٤٢. (٤) سورة البقرة، الآية: ١٨٧. (٥) في "الأصل": يختانون. والمثبت من "مجموع الفتاوى". (٦) في "الأصل": فيها على ما فيه. والمثبت من "مجموع الفتاوى". (٧) "مجموع الفتاوى" (١٤/ ٤٤٣ - ٤٤٤). (٨) سورة البقرة، الآية: ٥٤. (٩) من "مجموع الفتاوى". (١٠) بياض في "الأصل" والمثبت من "مجموع الفتاوى".

1 / 216