259

मजमू-ए लतीफ

المجموع اللفيف

प्रकाशक

دار الغرب الإسلامي، بيروت

संस्करण संख्या

الأولى، 1425 هـ

إلى باب أصفهان، فان النفقات في ذات الله، كلما كانت أكثر، كان الثواب بها أوفر» . كأنه رأى الزيادة في هذا وما جرى مجراه احتياطا، والسرف اقتصارا، والتكثير تقتيرا، والتبذير توفيرا، والتضييع تثميرا.

وهذا باب لو استقصينا شرحه لظهر لك الخطأ في مذهب من يجعل دون الفلك زمانا يضر وينفع، واختلاف الليل والنهار، دهرا (والتبذير توفيرا والتضييع تثميرا) .

وهذا باب لو استقصينا شرحه لظهر لك الخطأ في مذهب من يجعل دون الفلك زمانا يضر وينفع، واختلاف الليل والنهار، دهرا يقطع ويمنع، وأنت إذا انتصفت لنفسك من نفسك، وراجعت الصحيح من رأيك، وطردت الهوى المحسن للزلل عن وهمك، وحكمت وكيل الله عندك، وشاهده عليك وهو عقلك، علمت أن القيم في الأرض منذ دحيت، وعلى البرية منذ أنشئت، هم الملوك منسوبون بسيرهم إلى الأعوان الراشدين، والكفاة الصالحين، وإنما ذكرت لك نفرا ممن جمعنا وإياهم الزمان والمكان، إما بالمشاهدة والعشرة، وإما بالمصاحبة والخدمة، وصدرت ذكر الصاحب [1] الجليل، على سوء آثاره عني، لئلا يقول إني رجحت بالهوى، وملت بالعصبية، وما فيهم إلا من الأمير، الأمير الأجل أبو نصر أعز الله نصره، أندى منه ظلا، وأكرم أصلا، وأثبت في العز قدما، وتحسب نعم الله عنده، فلتكن أيامه قوانين عدل وإحسان، وتواريخ جود وأفضال، وأنا أجلك- جعلك الله ممن يهتدي بالهدى [104 و] ويأمر بالتقوى، ويعصي سلطان الهوى- أن تصغي إلى من عساك يغرك عن دينك، ويعدل بسمعك عن أخيك وخدينك [2] ، وأنت تسمع قول عمر: (نستعيذ بالله من جليس يطري، وصديق يغري، وعدو يسري) ، وقول الشاعر: [الطويل]

ولا تعذراني في الإساءة إنه ... شرار الرجال من تسيء فيعذر

पृष्ठ 284