286

मज्मू फतावा

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

प्रकाशक

دار الوطن

संस्करण

الأخيرة

प्रकाशन वर्ष

١٤١٣ هـ

प्रकाशक स्थान

دار الثريا

शैलियों

फतवा
أن يصل إلى درجة الغلو فهذا لا بأس به أي لا بأس أن يمدح رسول الله، ﷺ، بما هو أهله من الأوصاف الحميدة الكاملة في خلقه وهديه ﷺ.
والقسم الثاني: من مديح الرسول، ﷺ، قسم يخرج بالمادح إلى الغلو الذي نهى عنه النبي، ﷺ، وقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله» . فمن مدح النبي، ﷺ، بأنه غياث المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين، وأنه مالك الدنيا والآخرة، وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح فإن هذا القسم محرم بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، فلا يجوز أن يمدح الرسول، ﵊، بما يصل إلى درجة الغلو لنهي النبي، ﷺ، عن ذلك.
ثم نرجع إلى اتخاذ المديح الجائز حرفة يكتسب بها الإنسان فنقول أيضًا: إن هذا حرام ولا يجوز؛ لأن مدح الرسول، ﵊، بما يستحق وبما هو أهل له، ﷺ، من مكارم الأخلاق والصفات الحميدة، والهدي المستقيم مدحه بذلك من العبادة التي يتقرب بها إلى الله، وما كان عبادة فإنه لا يجوز أن يتخذ وسيلة إلى الدنيا لقول الله - تعالى -: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ . والله الهادي إلى سواء الصراط.

1 / 320