मज्मू फतावा

इब्न बाज़ d. 1420 AH
34

मज्मू फतावा

مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

शैलियों

फतवा

ويفردوه جل وعلا بها، ولم يخلقوا عبثا ولا سدى، ولا ليأكلوا ويشربوا، ولا ليعمروا القصور ونحوها، ولا لشق الأنهار، وغرس الأشجار، ولا لغير هذا من مهمات الدنيا، ولكنهم خلقوا ليعبدوا ربهم، وليعظموه، وليتمسكوا بأوامره، وينهوا عن نواهيه، ويقفوا عند حدوده، وليوجهوا العباد إليه، ويرشدوهم إلى حقه.

وخلق لهم ما خلق من النعم ليستعينوا بها على طاعته، قال تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} (1) وقال سبحانه: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} (2) والله جل وعلا أنزل الأمطار، وأجرى الأنهار، ويسر للعباد من أنواع الرزق وأنواع النعم ما يعينهم على طاعته، وما يكون زادا لهم إلى نهاية آجالهم، إقامة للحجة، وقطعا للمعذرة، وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (3) وقال سبحانه: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (4) وقال سبحانه: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} (5) وقال جل وعلا: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} (6) وقال سبحانه في سورة الفاتحة: {إياك نعبد وإياك نستعين} (7)

إلى غير ذلك من الآيات الدالات على أنه سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وحده، وأمرهم بذلك، وأرسل الرسل لهذا الأمر ليدعوا إليه، وليوضحوه للناس.

पृष्ठ 31