ومما يدل من الكتاب أيضا على أن الله سبحانه لم يخلق شيئا من أفعال العباد، وعلى أنها ليست بفعل له قوله سبحانه: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين(13) ثم خلقنا النطفة علقة...إلى آخر الآية} [المؤمنون]، فانظر كيف فرق سبحانه بين ذلك لما كان إلقاء النطفة في القرار المكين فعلا للملقي بأن عبر عنه بالجعل دون ما قبله و[ما] بعده لأجل كون الجعل محتملا للتأويل، ويصح به التمييز بين فعله سبحانه وفعل غيره؛ فتأمل ذلك وما أشبهه موفقا إن شاء الله تعالى.
[الكلام في الإيمان بملائكة الله سبحانه]
وأما الإيمان بملائكة الله سبحانه: فالكلام فيه ينقسم إلى
حكاية أقوال المختلفين فيهم، وإلى ذكر جملة مما أخبر الله سبحانه [به] عنهم.
[حكاية أقوال المختلفين في الملائكة (ع)]
أما حكاية الأقوال:
فمنها: قول من حكاه الله عنهم إنهم سموهم بتسمية الأنثى ظنا واختراصا.
पृष्ठ 79