[ذكر الفرق بين الأسماء والصفات]
وأما ذكر الفرق بين هذه الأسماء والصفات: فينبه عليه ذكر مسألتين:
الأولى: رد مجاز عموم الإشتراك فيها إلى حقيقة الوصف الخاص لله سبحانه نحو: أن يقال موجود لا بعد عدم، وقديم لا بزمان، وواحد لا بمعنى العدد، وحي لا بحياة.
والثانية: كون قدرة المخلوق وعلمه وما أشبههما أشياء غير ذاته
يصح إضافتها إليه حقيقة، واشتقاق أوصافه منها، وكون الباري سبحانه موصوفا لا بصفات.
[ذكر أفعال الباري سبحانه]
وأما [ذكر] أفعال الباري سبحانه: فقد تقدم ذكر كون العالم دالا على أن له صانعا حيا قادرا عالما مريدا مختارا لا مثل له ولا شريك في خلق جميع أصول العالم وفروعه، أجسامه وأعراضه، لا فرق في جميع ذلك بين ما شاهدنا حدثه خلقا بعد خلق نحو قوله سبحانه: {فلينظر الإنسان مم خلق(5)} [الطارق]، وقوله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه(24)} [عبس].
पृष्ठ 74