والمذهب الثاني: قول الأشعرية إنه سبحانه مريد لذاته إرادة قديمة.
والذي يدل على بطلان ذلك هو: كونه خارجا عن حد العقل، وذلك لأنه لا يعقل كون الإرادة إرادة إلا إذا كانت فعلا للمريد، ووصف الفعل بالقدم مما لا يخفى بطلانه على كل عاقل.
والمذهب الثالث: قول المعتزلة إنه سبحانه مريد بإرادة محدثة، وإنه خلقها ولم يردها، وإنها عرض موجود لا في محل، وإنها مختصة به على أبلغ الوجوه لأجل وجوده لا في محل، وكل هذه الأقوال ظاهرة البطلان.
أما قولهم: إنه مريد بإرادة محدثة.
فالذي يدل على بطلانه كون دليلهم عليه مبنيا على الغلط، وذلك قولهم: قد ثبت كونه سبحانه مريدا؛ فلا يخلو: إما أن يكون مريدا لذاته أو لغيره، وإذا كان مريدا لغيره فلا يخلو إما أن يكون فاعلا أو علة، وإذا كان لعلة لم يخل إما أن تكون قديمة أو محدثة؛ ثم أبطلوا الأقسام كلها إلا العلة المحدثة التي زعموا أنها أوجبت كونه سبحانه مريدا.
पृष्ठ 72