ومنهم من سمى بعض أفعال الله سبحانه جورا وظلما نحو: ما يصيب الناس في أموالهم وأنفسهم وثمراتهم من النقائص وهم الطبيعية المطرفية.
وأما مذهب أئمة العترة - عليهم السلام - ومن قال مثل قولهم: فهو القول بأن الله سبحانه قد مكن المكلف بما جعل له [و]فيه من القدرة والعقل من فعل ما يختاره لنفسه من فعل بر أو فجور ابتلاء منه سبحانه له بذلك، ولذلك سمي مكلفا، ومتعبدا، والقول بأن جميع ما يبتلي الله سبحانه به عباده من النقائص والآفات والأمراض حكمة ومصلحة، وذلك ظاهر لا ينكره إلا من أنكر محكم الكتاب، والمجمع عليه من سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
[الكلام في معنى أن الله سبحانه متكلم وذكر الاختلاف في القرآن]
وأما وصفه سبحانه بأنه متكلم فلم يقع الاختلاف إلا في هذا القرآن المكتوب في المصاحف، المتلو بالألسن، المحفوظ في القلوب، هل هو كلام الله سبحانه أم غيره؟؛ ولم يختلف في أنه سبحانه متكلم لأجل قوله: {وكلم الله موسى تكليما(164)} [النساء]، ولا اختلف من عدا المشبهة الذين لا يعتد بخلافهم في أن الله سبحانه لا يجوز أن يتكلم بآلة كآلة المخلوق، ولا في أنه سبحانه لا يجوز عليه الكون في الشجرة، ولا في أن الشجرة تكلمت.
पृष्ठ 68