[ذكر بعض من الأمور التي استدل بها على أن الله سبحانه واحد]
ومما استدلوا به على أن الله سبحانه واحد، أمور منها : أن الذي دلهم على إثباته هو ما شاهدوا من أثر صنعه، وكذلك ما وصف نفسه به في كتابه، ولم يجدوا في شيء من ذلك إلا ما يدلهم على صانع واحد فعلموا أنه لو كان له ثان لدل على نفسه فلما لم يوجد ذلك كانت الدعوى له دعوى لغير مدع ولا موكل وكل دعوى كذلك فهي باطلة.
ومنها: أنه لو كان له ثان لم يخل إما أن يكونا مجتمعين أو مفترقين، والإجتماع والإفتراق مما يدل على [ثبوت] الحدث.
ومنها: أنه لو كان له ثان لم يخل إما أن يتفقا ويصطلحا، وإما أن يختلفا ويتعارضا، والإتفاق يدل على العجز والحاجة، وكل عاجز محتاج فليس بإله، وإن تعارضا لم يمتنع من طريق التقدير أن يريد أحدهما فعل شيء، و(يريد) الآخر منعه؛ فإن تكافأت قدرهما دل على عجزهما، وإن نفذ مراد أحدهما دل على عجز الثاني، ولا يصح أن يقال بنفاذ مراد كليهما لما في ذلك من تجويز كون المراد موجودا معدوما في حالة واحدة، وقد أيد الله سبحانه هذا التقدير بقوله تعالى: {لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا} [الأنبياء:22].
पृष्ठ 63