मजमू मंसूरी भाग दो (पहला भाग)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
शैलियों
فأما قوله: يكون مسلما كافرا في فينة واحدة فجهل ظاهر لأنه ليس بمجرد اعتقاد الوحدانية يخلص المكلف من الكفر، ألا ترى أن اليهود توحد ولا قائل منهم اليوم عزير بن الله فيما نعلمه وهم كفار بإجماع المسلمين، ولا بمجرد الاعتراف أيضا بالإسلام يخرجون من الكفر؛ لأن في الحديث أن رجلين من اليهود قال أحدهما للآخر: اذهب بنا إلى هذا الذي يزعم أنه نبي نسأله فوصلا فسألاه، فأجابهما عن كل شيء، فلما تم سؤالهما وثبا فقبلا يده وقالا : نشهد أنك نبي، قال: فما منعكما؟ قالا: نخاف اليهود. وقد دعا داود عليه السلام أن يخرج من ذريته ملك فنخاف إن يقتلنا فلم يعصمهما الاعتراف باللسان من الكفر، وإنما الحديث إذا قال عزير ابن الله عقيب الشهادة لزمه الكفر لأن الحكم لآخر العملين، ولو رجع الصدى شهادة أن لا إله إلا الله بعد قوله عزير ابن الله فقد رجعت وفي قلبه اعتقاد البنوة فلا حكم للفظ مع بطلان المعنى لو بدر بسهو على لسانه أو تاب بعد إخراجه.
وأما دليله الآخر بأن الإنسان لا يخرج حرفا من غير موضعه فكيف يستطيع الكلام في الهواء بغير آلة، وهذا جهل منه لأن الآله والكلام هي الهواء كما قدمنا لأنه من أعظم آلات المتكلم، فكيف قوله يتكلم في الهواء والكلام لا يصح وجوده إلا فيه لأن أرق الأجسام قبل الهواء هو الماء، فالكلام لا يصح فيه فلا آلة للكلام بعد إخراجه إلا الهواء.
وهذا جهل من المدقق قوله بغير آلة ولكن مدقق المطرفية مثل محلل الجهمية، إلا أن يتمكنوا من العربدة ورفع الأصوات فلهم فيها سوق فالحمد لله الذي أخفت أصواتهم وحصد نباتهم.
पृष्ठ 13