मजमू मंसूरी भाग दो (पहला भाग)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
शैलियों
[ كذبهم عن اعتقادهم ]
فكما حكى الله تعالى عن إخوانهم المنافقين بقوله تعالى: ?إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون?[المنافقون:1]، فكذبهم الباري تعالى في أمر ظاهره الصدق وهو الشهادة بالنبوة لخاتم المرسلين، وإنما كذبهم تعالى لشهادتهم بأمر يعلم من حالهم اعتقاد خلافه، فهل علمت أن الفرقة الملعونة تعتقد خلاف ما أظهرت أم لا؟ وهل علم المسلمون المناظرون لهم المعاشرون ضرورة من اعتقادهم خلاف ما أظهروه في هذه المدة بألسنتهم أم لا؟.
فقد ضربنا لدحضهم لدرن كفرهم بما كذبهم مثالا فقلنا: هم بمنزلة من يروم غسل الغائط بالبول، ويروم بذلك التطهير ، فهل يقع عند المسلمين شك في أنه يزداد تنجيسا [وترجيسا]، وتخبيثا وتدنيسا، وقد صارت مسائلهم تتكرر، وهو سؤال من لا يتبصر، إن أتاهم الحق لم يقبلوه، وإن ألزموا البرهان لم يعقلوه، فهم كما قال الله تعالى: ?إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا?[الفرقان:44]، وإنما نفى تعالى سمعهم وعقلهم، وإن كانوا على الحقيقة سامعين عاقلين، ولهذا ألزمهم الحجة كما لزمت العقلاء، ولهذا تعينت عليهم الفريضة، ولكنهم لما لم يقبلوا ما سمعوا صاروا كأنهم لم يسمعوا، و[لما] لم ينقادوا لأحكام عقولهم نفى تعالى أن يعقلوا فصاروا أضل من الأنعام؛ لأنه الذي استقر عليه المثال لأنه قال تعالى: ?إن هم إلا كالأنعام?[الفرقان:44]، ثم أضرب عن ذلك بحرف الإضراب فقال تعالى: ?بل هم أضل سبيلا?[الفرقان:44] وقد علمت وعلمت الكافة مخالفتهم لأئمة الهدى الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.
पृष्ठ 150