मज्मूअ
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
शैलियों
قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم هو قادر على ما سألت، وغير عاجز عما ذكرت، وليس كلما قدر عليه الحكيم فعله، لأنا نجد الحكيم منا مع حاجته لا يفعل القبيح لذمامته، فكيف بالحكيم الغني؟! لأن الفاعل لا يفعل فعلا إلا لحاجة تدعوه إلى منفعة أو دفع مضرة، والله لا يحتاج إلى اجتلاب المنافع ولا إلى دفع المضار والفجائع، فتبارك الله وتعالى عن ظلم عبيده، وإخلاف وعده ووعيده!! وأيضا فقد يكون الكذب والسفه والعبث من الظالمين، لغير حاجة تدعوهم إلى ظلم المظلومين.
فإن قال بعض الملحدين: فما تنكر أن يعبث الله؟ تعالى سيدنا عن (1) قول الملحدين!!
قيل له ولا قوة إلا بالله: إن عبثهم هذا الذي ذكرنا، وجورهم لغير حاجة فيما قدمنا، إنما يدعوهم إليه البطر والهوى، والله يتعالى عن ذلك لا يبطر ولا يهوى، لأن الهوى داع إلى كل منكر، ومنه تولد الظلم والبطر، والهوى فهو ضمير وخاطر، والله يتعالى عن الخواطر، لأنها شهوات لا توجد إلا في القلوب، وما يتعالى عنه علام الغيوب، وقد تقدم كلامنا في الجزء الأول من نفي الخواطر عن رب العالمين، وتبيين حدوث ذلك في المخلوقين.
مسألة
وإن سأل فقال: هل يحب الله نفسه أو بعضها؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: كلامك هذا باطل محال لا يجوز على الله، لأنه غني عن الحب والبغض، لأن الحب يخرج على وجهين، وكذلك البغض:
فمن الحب ما يكون ضميرا أو نية، وشهوة في القلوب مبنية، وهذا من صفات المخلوقين المحتاجين إلى محبة أنفسهم، المجعولين على فطرة شهواتهم.
पृष्ठ 230