मजमा अल-फवाइद
مجمع الفوائد
शैलियों
واعلم أن من أعظم ماكلف الله به الخلق ودعاهم به إلى سبيل نجاتهم، ودلهم على نهج سلامتهم إخلاص الطاعة لأهل بيت رسوله وإصداق الولاية لورثته وعترته في محكم قوله حتى قرنهم بكتابه وجعلهم من كل الورى أدرى به المطهرين عن الرجس المشهود لعصمتهم وحجيتهم بآية التطهير والمودة وأخبار الكساء وأحاديث التمسك وخبري السفينة وغيرها مما طفحت به الأسفار ووضحت به الحجة لذوي الأبصار، فلاحاجة بنا هنا إلى سرد الدلائل القطعية والحجج المنيرة الجلية من الكتاب العزيز والسنة النبوية على وجوب التمسك بآل محمد صلوات الله عليه وآله، والكون معهم ومودتهم وتقديمهم على الكافة، وأنه لايفضلهم أحد من الخلائق غيره صلى الله عليه وآله وسلم، وأنهم ورثة الكتاب وحجج الله على ذوي الألباب، ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)) [القصص:68] وكونهم عترة الرسول خلقوا من لحمه ودمه، وأوتوا علمه وفهمه، والمدعو لهم بجعل العلم والحكمة في زرعه وزرع زرعه، وعقبه وعقب عقبه، فلانجاة إلا بتسليم الأمر لله والنزول عند حكمه ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) [الأحزاب:36].
وقد وصف الله تعالى الحاكمين بغير ما أنزل الله تعالى بالظالمين والفاسقين والكافرين، فهذا حكم الله تعالى على جميع بريته، وقضاؤه في كافة خليقته لايعارضه معارض ولايناقضه مناقض، وأن فرضه على العلماء أقدم وحكمه لهم ألزم لأنهم أعلم والمنة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم أعظم، فكلما تضاعفت النعمة له من علم وعمل ترادفت موجبات الشكر لله تعالى ولرسوله عليهم فيها، وقد جعل الله تعالى ذلك كله في مودة أهل البيت، وما الأمر كما يتصوره بعض من ساعد الهوى وغلبت عليه محبة الترأس في الدنيا أنه قد سقط عليه مودة ذوي القربى.
पृष्ठ 99