[الباعث على التأليف]
وبعد: فإنها وصلت إلينا الرسالة المتضمنة للتضليل والتبديع والتكفير للفرقة الناجية والعصابة الهادية من أهل البيت المطهرين عن الأرجاس، المفضلين على كافة الناس، وأشياعهم الراكبين سفينتهم المتمسكين بهديهم، الدالة على إقدام منشيها على ذلك بغير برهان ساطع، ولاسلطان قاطع، ومثل ذلك أمر كبير وخطب خطير، ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)) [الحج:8]، زاعما أنه ناه عن البدع وفيها وقع، وارتبك في ضلالها ورتع، ومن آجن كدرها وآسن متغيرها كرع، فتحتم علينا الجواب، ووجب إزاحة مابها من الشبه الضئيلة التي هي أشبه بلمع السراب، لما لايؤمن أن يطلع عليها من لا يميز بين الخطأ والصواب، فتوقعه لضعف البصيرة في الحيرة والشك والارتياب، لما أخذ الله تعالى من البيان في محكم القرآن والسنة من أمثال قوله تعالى: ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى..)) [البقره:159] الآية، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إذا ظهرت البدع ولم يظهر العالم علمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا ))، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن عند كل بدعة يكاد بها الإسلام من بعدي وليا من أهل بيتي، يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكايدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على الله)).
فنقول وبالله تعالى التوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق:
قال بعد حمد الله والصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم :
पृष्ठ 63