मजमा अल-फवाइद
مجمع الفوائد
शैलियों
[إثبات الوعيد والرد على المرجئة]
هذا واعلم أنه لما ساق البحث إلى الكلام في هذا الأصل الكبير والمطلب المهم الخطير ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد)) [الحج:8] رأيت إيراد طرف من التبيين مما يقطع أعذار المتمنين ويدحض شبهة المتعللين حسبما يليق بهذا المقام ومن الله تعالى نستمد الإعانة والعصمة في الإقدام والإحجام.
فأقول وبالله تعالى أصول: الأمر كما قال بعض أئمة الآل صلوات الله عليهم أنها لم تقف الحشوية والمرجئة عند حد ولا استقرت في المذهب على معتقد، فمرة يقولون: إن العفو والرحمة واسعة، وإن المغفرة شاملة جامعة، وإن مايدينون به من الرجاء وليس بالإرجاء، وإن العبد تحت المشيئة، وأخرى إنه لاوعيد على أهل القبلة رأسا، وتارة يقولون: إن لاإله إلا الله كاف، وأخرى إنهم لايدخلون النار بسبب شفاعة أو نحوها، ومرة إنهم يدخلون النار ثم يخرجون منها، وأخرى إن الإيمان قول بلا عمل. وكل هذا خلاف ماجاء به القرآن وسنة سيد ولد عدنان الجامعة غير المفرقة، ولهم روايات لفقوها وترهات اختلقوها، فما خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مما افتراه أهل البدع من الوضع فهو مطرود عن مقاعد السمع ((ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون
العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب (165) إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (166) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)) [البقره:167].
पृष्ठ 112