मजमा अल-फवाइद
مجمع الفوائد
शैलियों
وقد دعا الحوثي بعد الهادي .... ولم يقم بواجب الجهاد وهذا من الإفتراء العظيم، فالإمام المهدي لدين الله لم يزل مجاهدا في سبيل الله، وإنما حجزه عن الحرب في آخر مدته الورع وكون الناس يتهافتون على النهب والأطماع فكان يأمر الناس بالمدافعة فقط. ولو أراد سفك الدماء وخوض الدهماء لبلغ ما يريد إذ كان أعلام اليمن في طاعته وأكثر الأمة في ولايته وتحت رايته ولهذا شرط على الإمام المنصور لما ولاه على جهاد الأتراك أن يكون لديه من الجنود ما يمنع أهل الفساد عن التعدي لحدود الله كما ذلك مذكور في توليته له، أخبرنا بهذا والدي والعلماء رضي الله عنهم المعاصرون للإمام، وقد ذكرنا ذلك في غير هذا الموضع.
وقد عرف هذا الشيخ بتهجمه على أئمة الهدى وأعلام الإقتداء من الأولين والآخرين كما سبق فقد قال في ترجمة الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد ما لفظه: ومن الناس من يزعم أنه غير مجتهد والله أعلم. وقد كفانا الرد عليه ما ذكره الأئمة الأعلام في ترجمة الإمام علي بن محمد منها كاشفة الغمة للسيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير وكذلك ما في مختصر الطبقات حيث قال: الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد نشأ على طريقة آبائه الأعلام في العلم والعمل والإجتهاد، إلى قوله: كان على طريقة آبائه الأعلام في السعي في أسباب الكمال والتمام حتى برز في كل فن من الفنون وعلوم الإسلام وصارت تشد على عقوته الأكوار لاقتباس الفتاوى وتنفيذ الأحكام من المغرب والمشرق والشام واليمن إلى قوله: يرى أنه أزال سبع عشرة دولة ظالمة. وكم نعد من هذا القبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل.
पृष्ठ 107