============================================================
الهوى.. فيضل عن الحق، وأما طول الأمل.. فينسي الآخرة، ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة" الا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من آبناء الأخرة، ولا تكونوا من آبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولاعمل): وقال : ( ألا إن الفقيه كل الفقيه : من لا يقيط الناس من رحمة الله تعالى، ولا يؤمنهم من عذاب الله تعالى، ولا يرخص لهم في معاصي الله تعالى، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلىن غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا ففم فيه، ولا خير في قراءة لا تدير فيها): وقال : (كونوا ينابيع العلم ، مصابيح الليل ، خلقان الثياب ، جدد القلوب.. تعرفون به في ملكوت السماء ، وتذكرون به في الأرض) .
وقال : (يا أيها الناس؛ إنكم لو حنتتم حنين الواله الثكلان، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان (1)، ثم خرجتم من أموالكم وأولادكم في التماس القرب إلى الله عز وجل، وابتغاء رضوانه، وارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة . كان ذلك قليلا فيما تطلبون، ووالله ؛ لو سالت عيونكم رغبة ورهبة إليه سبحانه وتعالى، ثم عمرتم غمر الدنيا مجدين في الأعمال الصالحة، ولم تبقوا شيئا من جهدكم. . لما دخلتم الجنة بأعمالكم، ولككن برحمته سبحانه وتعالى ، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين) أو كما قال وعن كميل بن زياد قال : أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجيان (2)، فلما أصحرنا(2).. جلس، ثم تنفس، ثم قال : يا كميل بن زياد؛ القلوب أوعية، فخيرها أوعاها، فاحفظ ما أقول لك، الناس ثلاثة : فعالم رباني، ومتعلم عليى سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيثوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ، العلم خير لك من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم، والمال محكوم عليه، ومحبة العالم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة (1) الوله : ذماب العقل من حزن أو حيرة ، والجؤار : رفع الصوت بالتضرع والاستغاثة.
(2) الجان : الصحراء ، وكذلك المقبرة ، والمراد هنا الأول.
(3) تجاوزنا البيوت والأشجار دخولا في الصحراء.
पृष्ठ 242