154

मजमैक अहबाब

शैलियों

============================================================

وزوجها، فسمع عمر بذلك، فقصدهما ليعاقبها، فقرأا عليه القرآن، فأوقع الله تعالى في قلبه الإسلام، فأسلم، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم مختفون في دار عند الصفا، فأظهر إسلامه، فكير المسلمون فرحا بإسلامه، ثم خرج إلى مجامع قريش، فتادى باسلامه، وضربه جماعة منهم وضاريهم، فأجاره خاله، فكفواعنه، ثم لم تطب نفس عمر رضي الله عنه حين رأى المسلمين يضربون، وهو لا يضرب في الله، فرد جوار خاله، وكان يضاربهم ويضاربونه إلن أن أظهر الله الإسلام .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمامته رحمة، ولقد رأيينا وما تستطيع أن نصلي في البيت(1) حتى أسلم عمر، فلما أسلم.. قاتلهم حتى تركونا فصلينا) وعن حذيفة رضي الله عنه قال : (لما أسلم عمر. . كان الإسلام كالرجل المقيل، لا بزداد إلا قربا، فلما قتل. . كان الإسلام كالرجل المدبر، لا يزداد إلا بعدا) قال محمد بن سعد : كان إسلامه في السنة السادسة من النبوة واتفقوا على تسميته بالفاروق، ورووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه *(2).

وهو الفاروق ؛ فرق الله به بين الحق والباطل .

وعن عاتشة رضي الله عنها قالت: (سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر: الفاروق): واتفقوا على أنه اؤل من سمي أمير المؤمنين، وهو أحد السابقين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين ، وأحد أصهار(2) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم، رضي الله عنهم روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مثة حديث وتسعة وثلاثون حديثا، اتفق البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى منها على ستة وعشرين حديثا، وانفرد البخاري رحمه الله تعالى بأربعة وثلاثين، ومسلم بأحد وعشرين (1) البيت الحرام.

(2) أخرجه الحاكم (93/3).

(3) الصهر: قريب الزوجة

पृष्ठ 154