وذلك أنه لما اقتص أولا في كلامه في انتقال نقطتي الانقلابين ونقطتي الاستوائين الانقلابات الصيفية والشتوية التي يظن أنها /T133/ قد رصدت باستقصاء علي الولاء اعترف هو نفسه بأنه لم يقع فيها من الاختلاف ما يوجب من قبلها أن يحكم أن في زمان السنة اختلافا (¬14) فإنه اتبع ذكره لها بهذا القول. فأما بحسب هذه الأرصاد فمن البين أن اختلافات السنين كانت يسيرة جدا. /H195/ وأما في الانقلابين فلست (أرفع) بغير راج أو يكون قد ذهب علينا وعلي أرشميدس في الرصد وفي القياس التحصيل إلي مقدار ربع يوم لكن قد يمكن أن يستبين اختلاف زمان السنة من قبل الأرصاد التي وقعت بالحلقة النحاس المنصوبة بإسكندرية A في الرواق (¬15) المعروف بالمربع. وهذه الحلقة قد يظن أنها تبني عن يوم الاستواء بأنها في ذلك اليوم تبتدئ تضيء بالشمس بسيطها المقعر من أحد الجانبين.
ثم أنه يضيف إلي ذلك أولا ذكر أزمان استوائات خريفية قد استقصي فيما وصف رصدها. فيقول إن الاستواء الخريفي كان في السنة السابعة عشر من الدور الثالث من أدوار (¬16) قلبس في اليوم الثلاثين من شهر ماسوري عند مغيب الشمس. وكان بعد ثلاث سنين في سنة عشرين في اليوم الأول من الأيام التي تسمي اللواحق بالغداة. وكان يجب أن يكون نصف النهار فيكون قد خالف بربع يوم واحد. وكان بعد سنة واحدة في سنة إحدي وعشرين في الساعة السادسة فكان ذلك موافقا للرصد الذي كان قبله. وكان بعد إحدي عشرة سنة في سنة اثنين وثلاثين في اليوم الثالث من الأيام اللواحق في نصف الليلة التي يليها اليوم الرابع. وكان يجب أن يكون في غداته، فيكون الاختلاف أنما كان أيضا بربع يوم. /H196/ وكان بعد سنة واحدة في سنة ثلاث وثلاثين في اليوم الرابع من الأيام اللواحق بالغداة. فكان ذلك موافقا للرصد الذي كان قبله. وكان بعد ثلاث ستين في سنة ست وثلاثين في اليوم الرابع من الأيام اللواحق بالعشي. وكان يجب أن يكون نصف الليل فيكون أنما خالف أيضا بالربع فقط.
ثم إنه يذكر بعد ذلك الاستوائات الربيعية التي رصدت بمثل ذلك من الاستقصاء البالغ. /T134/ فيقول إن الاستواء الربيعي كان في سنة اثنتين وثلاثين من الدور الثالث من أدوار قلبس في اليوم السابع والعشرين من الشهر المسمي ماخيز بالغداة. وإن الحلقة التي كانت بإسكندرية أضاءت بالشمس من الجانبين جميعا بالسواء في الساعة الخامسة حتي أن هذا الاعتدال أيضا لما رصد في أزمان (¬17) المختلفة وجد يختلف قريبا من خمس ساعات. وإن الأرصاد التي كانت بعد هذا إلي سنة سبع وثلاثين كانت موافقة للحصة التي تبلغ إلي ربع يوم. وإن الاستواء الربيعي كان بعد إحدي عشرة سنة في سنة ثلاث وأربعين في اليوم التاسع والعشرين من الشهر المسمي ماخير بعد نصف الليلة التي يتلوها اليوم الثلاثون منه. فكان ذلك مطابقا للرصد الذي كان في سنة اثنتين وثلاثين وإن ذلك كان أيضا موافقا للأرصاد التي كانت في السنين التي بعد هذه إلي سنة خمسين. وذلك أن الاستواء الربيعي كان في هذه السنة في أول يوم من الشهر المسمي فامانوث عند مغيب الشمس بعد يوم ونصف وقريب من ربع من الوقت الذي كان فيه في سنة ثلاث وأربعين. وذلك هو ما يصيب السبع السنين التي بين تلك السنة وبين هذه لحصتها.
पृष्ठ 38