وكشف بأيديهم كرب المؤمنين. ومن كلامهم: أنت في نفس من أمرك: أي في متسع طويل ومضطرب عريض. ويقول القائل:
اللهم، نفس عنى، أي فرج كربى، واكشف همى. ومما يقوى هذا التأويل الحديثان المرويان عنه عليه الصلاة والسلام في مثل هذا المعنى وأحدهما قوله عليه الصلاة والسلام: " لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن ". يريد أنه تعالى يفرج بها الكروب ويطرد بها الجدوب (1). والحديث الآخر قوله عليه الصلاة والسلام: " الريح من روح الله ". فقوله عليه الصلاة والسلام من روح الله كقوله:
من نفس الرحمن، والمعنيان متقاربان (2).
35 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض يحبس بها عبده إذا شاء ويرسله إذا شاء "، وفي هذا الكلام استعارتان عجيبتان:
(إحداهما) قوله عليه الصلاة والسلام: الحمى رائد الموت.
تشبيها لها برائد الحي الذي يتقدمهم فيرتاد لهم مساقط السحاب
पृष्ठ 57