मजानी अदब
مجاني الأدب في حدائق العرب
प्रकाशक
مطبعة الآباء اليسوعيين
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
فيه فيلتصق فيه بعض الألماس فتنزل النسور وتصعده إلى الجبل حتى تطعمه أفراخها. فيأتي التجار ويأخذون ما لصق به من الأحجار كل تاجر من شقته وليس أحد يقدر أن يأخذ منه شيئًا إلا بهذه الحيلة. فطار قلبي بذلك وجمعت من الوادي ما قدرت من أفخر الألماس المليح وملأت السفرة. وأتيت إلى شقة كبيرة تجللت فيها وربطتها في العمامة ربطًا وثيقًا والسفرة معي. وبعد قليل أتت النسور وكل منها حمل شقة وارتفع بها إلى أعلى الجبل. وشقتي حملها نسر كبير ووضعها فوق الجبل أيضًا. وإذا بصيحات قد علت على النسور فأجفلت وتركت اللحوم وطارت. فأتى التجار كل واحد إلى شقته فنهض صاحب شقتي ليأخذ ما لصق بها. فوجدني وارتعد مني
فقلت له: لا تخف أنا إنسان مثلك. فصرخ وبكى وقال: يا خيبة تجارتي فيك. فقلت له: لا بأس عليك. أنا معي شيء أعطيك أكثر مما حصل لرفاقك. ثم إنه تقدم وحل الشقة والعمامة وأخرجني. وإذا بالتجار قد اجتمعوا إلي وسألوني عن حالي وعرفوني. فحكيت لهم ما جرى فتعجبوا عجبًا عظيمًا وقالوا: الحمد لله على سلامتك. ثم مضوا وأنا معهم إلى مجمع التجار. ثم أخرجت من السفرة التي معي وأعطيت صاحب شقتي نصيبه وكنت قد ملأتها من الجواهر الثمينة. ونمت تلك الليلة عندهم وهم يسألوني عن عمري وأنا لا أعي من فرحي وأظن أني في المنام.
1 / 155