मजानी अदब
مجاني الأدب في حدائق العرب
प्रकाशक
مطبعة الآباء اليسوعيين
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
وسررت به. ثم قال لي: بسم الله ترافقني. فقلت: نعم. فمشيت معه قليلًا ثم وجدت فتورًا في
أعضائي ولم أستطع النهوض فقعدت. فقال: ما شأنك. فقلت له: كنت قادرًا على المشي قبل أن ألقاك فلما لقيتك عجزت. فقال: سبحان الله. اركب فوق عنقي. فقلت له: إنك ضعيف ولا تستطيع ذلك. فقال: يقويني الله. لا بد لك من ذلك. فركبت على عنقه وقال لي: قل حسبنا الله ونعم الوكيل. فأكثرت من ذلك. وغلبتني عيني فلم أفق إلا لسقوطي على الأرض. فاستيقظت ولم أر للرجل أثرًا وإذا أنا في قرية عامرة. فدخلتها فوجدتها لرعية الهنود وحاكمها من المسلمين فأعلموه بي فجاء إلي. فقلت له: ما اسم هذه القرية. فقال لي: تاج بوره. وبينها وبين مدينة كول حيث أصحابنا فرسخان. وحملني ذلك الحاكم إلى بيته فأطعمني طعامًا سخنًا واغتسلت وقال لي: عندي ثوب وعمامة أودعهما عندي رجل عربي مصري من أهل المحلة التي بكول. فقلت له: هاتهما ألبسهما إلى أن أصل إلى المحلة. فأتى بهما فوجدتهما من ثيابي كنت قد وهبتهما لذلك العربي لما قدمنا كول. فطال تعجبي من ذلك. وفكرت في الرجل الذي حملني على عنقه. فتذكرت ما أخبرني به ولي الله أبو عبد الله المرشدي حسبما ذكرناه في السفر الأول إذ قال لي: ستدخل أرض الهند وتلقى بها أخي دلشاد ويخلصك من شدة تقع فيها. وتذكرت قوله
1 / 145