يكلمك بما تعلم، وفي بيتك كخادم يطلب منك ما تقدر عليه، ونديم يسامرك بما تحب وتهوى" (٧).
وعن مقالات النديم في هذه الصحيفة فقد صور فيها بأسلوب سهل يفهمه الخاصة والعامة معًا الحياة المصرية في حزنها وضحكها وما فيها من سخرية ورثاء في قسمين قسم للتنكيت بمعنى السخرية التي لحقت بالمصريين، وقسم للتبكيت بمعنى توبيخهم على ما وصلوا إليه من عيوب فكانت صحيفة مؤثرة في موضوعاتها وأسلوبها تناولت آفات المجتمع بأسلوب التزم اللغة السهلة البسيطة، كما احتوت على قوالب متعددة مثل القصص الرمزية، والنوادر والزجل، والمحاورات، والأبحاث الهادفة التي فتحت أمام الكثيرين آفاقًا من فنون القول والمعرفة.
ومع أن النديم كان ينتقد أبناء وطنه فقد كان يأبى أن يقلل أجنبي من شأنهم لذلك هاجم على صفحات جريدته كل من حاول أن يقلل من شأن المصريين من الأجانب (٨).
ولم تقتصر هذه الصحيفة على كتابات النديم فقد وجه الدعوة إلى كتاب عصره بأن يوافوه بمقالاتهم على النمط الذي اختطه لجريدته قائلا "كونوا معي في المشرب الذي التزمته، والمذهب الذي انتحلته أفكارًا تخيلية، وفوائد تاريخية، وأمثال أدبية، وتبكيت ينادي بقبح الجهالة وذم الخرافات" (٩).
وعن فن الإخراج الصحفي لهذه الجريدة فيبدو أن النديم مثله كمثل الكثيرين من صحفي ذلك العصر لم يراع فن التبويب، وإخراج الصفحات لذلك كانت صحيفته عبارة عن صفحات مكتوبة لا يفصل الموضوع عن الآخر إلا عنوان الموضوع التالي، كما كانت موضوعاتها متداخلة في كثير من الأحيان، وإن كان يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
_________
(٧) نفسه ص ٣.
(٨) للتفاصيل: انظر د. عبد المنعم الجميعي: المرجع السابق ص ٣٨٠ وما بعدها.
(٩) التنكيت والتبكيت: العدد الأول في ٦ يونيو ١٨٨١ ص ٢.
1 / 9