في وسط هذه الظروف الخطيرة التي كانت تمر بمصر اشترك عبد الله النديم في المعركهّ إلى جانب القوى الوطنية بإصدار جريدة "التنكيت والتبكيت" في يوم ٦ يونيو ١٨٨١، كجريدة نقدية تحمل على الحكام والأجانب وتنقد أوضاع المجتمع المصري، وتدافع عن مصر وشعبها ولغتها ودينها. ولم تكد تحدث مظاهرة عابدين في ٩ سبتمبر ١٨٨١ حتى أخذ يجوب الأقاليم مع أحمد عرابي خطيبًا للثورة ومبشرًا بمبادئها. كما لعب دورًا هامًا بعد سقوط مصر في قبضة الإحتلال البريطاني، وكان له تأثير بالغ في مصطفي كامل؛ إذ وجهه إلى العمل الصحفي بعد إصداره جريدته "الأستاذ" في ٢٣ أغسطس ١٨٩٢، كما عرَّفه أسرار الثورة العرابية وأسباب فشلها، فتحاشى مصطفي كامل الزج بالجيش في حركته.
ونظرًا لأهمية عبد الله النديم الوطنية، رأى مركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر منذ بعض الوقت جمع تراثه وتقديمه إلى الناطقين بالضاد. ولكن لم تسمح الظروف بنشر هذا التراث حتى توليت الإشراف على المركز على رأس لجنة علمية، فرأيت أن الآوان قد حان للتنفيذ، وقررت أن يبدأ المركز بنشر صحيفة "التنكيت والتبكيت"، أولى الصحف التي أنشأها عبد الله النديم، ويتلوها بصحيفة "الأستاذ". وأسندنا إلى الدكتور عبد المنعم الجميعي كتابة دراسة تحليلية لكل منهما، على أن نتبع ذلك ببقية أعمال النديم.
ومركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر إذ يقوم بنشر هذا التراث إنما يرجو أن يكون قد أدى بعض واجبه في الحفاظ على تاريخنا القومي ومصادره الأساسية.
والله الموفق،
الهرم في ٢٣ يناير ١٩٩٤ م
أ. د. عبد العظيم رمضان
رئيس اللجنة العلمية المشرفة على مركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر
1 / 4