मजालिस सुल्तान ग़ोरी
مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري
शैलियों
أو عن شهر المحرم لماذا جعل أول التاريخ الهجري، أو هل الأرض أفضل أم السماء؟! ويجد القارئ في الحين بعد الحين فكاهة من السلطان أو نادرة، ويعرض في المجالس ذكر الملوك المعاصرين والأمراء الذين وفدوا على السلطان كأبناء بايزيد وسليم، ويرى بعض المسائل الدينية التي سألها هؤلاء الأمراء وجواب السلطان أو بعض علمائه.
لا ريب أن هذا الكتاب، على تفاهة معظم المسائل التي يدور عليها البحث، يصور بعض النواحي الفكرية والاجتماعية في مصر والعالم الإسلامي في ذلك العصر.
كتاب نفائس مجالس السلطانية في حقائق أسرار القرآنية
بسم الله الرحمن الرحيم
اغفر ذنوبنا يا سلطان السلاطين، واستر عيوبنا يا مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، نرجو رحمتك يا أرحم الراحمين ، ونخشى عذابك يا أحكم الحاكمين، توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.
والصلاة والتسليم على شفيع المذنبين، وسلطان الأنبياء والمرسلين، الذي كان نبيا وآدم بين الماء والطين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد؛ فإني لما تشرفت في خدمة أشرف الملوك وأعظم السلاطين، ظل الله في الأرضين، ناظر أربع حرم رب العالمين، سلطان العرب والعجم، صاحب البند والعلم، حافظ بلاد الله، ناصر عباد الله، أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين، ملك الأشرف عزيز مصر، أبي النصر، قانصوه الغوري، أعز الله أنصاره، وضاعف اقتداره، ولازمت بابه الشريف، مدة عشرة أشهر، جمعت درر فوائده في سمط العبارة، ونظمت جواهر زواهره في خيط الكتابة؛ لأن بابه الكريم مجمع الأفاضل، وجنابه العظيم بحر الفضائل والفواضل، هذا مع ما خصه الله تعالى من الفضائل النفيسة، والمناقب الشريفة اللطيفة، أعطاه من الفهم أوفره، ومن الذهن أغزره، ومن الحلم أشرفه، ومن العلم ألطفه، ومن الرتب أقواها، ومن الملك أعلاه، ومن الشجاعة أبلغها، ومن السخاوة أعظمها، كل هذه الصفات خصه الله تعالى بمجموعها، ولهذا ارتقى إلى الذروة (العالي، التي كانت نهاية درجات الأفاضل الأهالي)، وفضل هذا السلطان على سلاطين الدنيا، كفضل سلاطين الدنيا على الرعايا.
وكل هذه الأوصاف والمناقب بما قرن به من محبة العلم والعلماء، والتفتيش عما وضعته الحكماء في كل نوع من العلوم، لو يقول البشر في وصف هذا المظهر:
1
إنه هو سلطان العلماء والمحققين، ما هو كذب في حقه، أو يقول في مدحه: إنه هو سلطان العارفين، ما هو عيب في وصفه. قال أنوشروان: إذا أراد الله بأمة خيرا؛ جعل العلم في ملوكها، والملك في علمائها. وسميته: بنفائس المجالس السلطانية، في حقائق الأسرار القرآنية.
अज्ञात पृष्ठ