============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة نعمته بالشواهد والحواس، ولا يقاس صفات ذاته بالناس، تعاظم قدره عن مبالغ نعت الواصفين، وجل وصفه عن إدراك غاية الناطقين..80(1).
فما كان فعل حشوية أهل الحديث إلا أن قاموا بطرده من سجستان لأنه أنكر الحد لله تعالى، وفي ذلك قال الحافظ تاج الدين الشبكي في ترجمة ابن حبان: "فاعلم، أن (أبا إشماعيل عبد الله بن محمد الهروي) (ت/ 481ه) الذي تسميه المجسمة شيخ الإشلام(2)، قال: سألت (يحيى بن عمار) عن ابن حبان، قلت: رأيته؟ قال: وكيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه من سجستان. انتهى. قلت: انظر ما أجهل هذا الجارح! وليت شعري، من المجروح، مثبت الحد لله أو نافيه؟!8(2).
20- وأنه تعالى عن قولهم يتكلم بصوت وحرف: قال ابن تيمية: لوجمهور المسلمين يقولون: إن القرآن العربي كلام الله، وقد تكلم الله به بحرف وصوت"(2).
وقد مر آنفا (ص/85) أن جمهور المسلمين من الطوائف الإسلامية كافة ينفون عن الله تعالى الحرف والصوت بخلاف ما ادعاه، وفي ذلك قال الإمام الفخر الرازي بعد ذكر من نسب لله الصوت والحرف في تفسيره: "وأما العقلاء من الناس، فقد أطبقوا على أن هذه الحروف والأصوات كائنة بعد أن لم تكن، حاصلة بعد أن كانت معدومة (.). واختلفوا أيضا في أن هذه الحروف هل هي قائمة بذات الله تعالى أو يسخلقها الله (1) ابن حبان الثقات (1/1).
(2) كثير ما تستخدم المجسمة لقب (شيخ الإسلام) على أئمتهم وعلمائهم كوسيلة من وسائل إقناع الآخرين بما يقوله هذا الإمام من تجسيم في حق الله تعالى، وقد أفتى الشيخ ابن العثيمين أنه لا يجوز أن يطلق على إمام أو شيخ لقب (شيخ الإسلام)، لأنه لا يغصم أحد من الخطأ فيما يقول في الإشلام إلا الرسل. انظر: ابن العثيمين، مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين (117/3).
(3) تاج الدين السبكي، طبقات الشاقعية الكبرى (3/ 132).
(4) ابن تيمية، مجموع الفتاوى (5/ 556 - 557).
पृष्ठ 97